بيروت: جبار عودة الخطاط

 

بعد ان وصلت الجهود اللبنانية بشأن السعي لإعادة تعبيد الطريق الدبلوماسي المليء بالمطبات مع الرياض الى جدار مسدود، وبعد اتصالات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع جهات عربية فاعلة بغية تحفيزها للتدخل لدى "الأشقاء الخليجيين الذين نحرص على أن تكون علاقتنا بهم بأفضل صورة" كما عبر ميقاتي، جامعة الدول العربية تلقي بثقلها في طريق بيروت-الرياض للتوسط لحل الإزمة. 

لبنان الغارق في انهيار اقتصادي غير مسبوق نتيجة أزمات اقتصادية وسياسية عاصفة، لبنان الذي وجد نفسه في خضم كل هذه المصاعب في ازمة كبيرة مع المملكة العربية السعودية، ينتظر اليوم الإثنين وصول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الى العاصمة بيروت  في زيارة الهدف منها توسط الجامعة العربية للبحث في تهدئة الأزمة المعقدة بينه وبين السعودية إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي والتي عدتها عواصم خليجية مسيئة للرياض وابو ظبي، ومن المنتظر ان يعقد زكي محادثات مع المسؤولين اللبنانيين لمناقشة ما يمكن تداركه سعياً لتطويق الأزمة الأخيرة مع دول الخليج، وعلمت "الصباح"أن المبعوث الرفيع للجامعة العربية سيلتقي اليوم مع الرئيس اللبناني ميشال عون  ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري" ومن المنتظر ان تعقب زيارة حسام زكي زيارة لاحقة للرياض وابو ظبي في محاولة لتقريب المسافات بين الطرفين، 

وتأتي زيارة زكي للبنان بعد " الاتصالات التي أجراها الرئيس ميقاتي بعيدا عن الأضواء داخلياً وخارجياً" كما ذكر النائب اللبناني علي درويش، الذي أضاف أن الاتصالات أثمرت عن زيارة مرتقبة لمبعوث الجامعة العربية للعمل على خفض منسوب التوتر والنحو باتجاه التسوية". 

وقال: "إننا نعوّل كثيراً على رأب الصدع العربي - العربي لما فيه مصلحة الجميع، لأن من مصلحة لبنان أن يكون على أفضل العلاقات مع الدول العربية"، معتبرا أن "هذه الزيارة هي مؤشر جيد يفترض ان تساعد على تخفيف التصعيد وعودة المياه الى مجاريها"، لافتا الى "تحميل ميقاتي الجميع مسؤولية ما آلت اليه الامور لأن ثمة مشكلة وقعت وعلى الجميع المساعدة على حلها. وما يجب أن يفعله ميقاتي لم يتأخر عن فعله، وعلى الآخرين التصرف بالمثل".

الوزير اللبناني السابق وئام وهاب أكد من جهته أن "لبنان يتجه إلى المجهول أما المنطقة إلى الأفضل وأتمنى أن يتم حل الأزمة مع الخليج

ولفت وهاب، رئيس حزب التوحيد، إلى أن "لقمة العيش هي القضية الأهم في لبنان، وهمُّ الناس في مكان وهم السياسيين في مكان اخر"، موضحا أنه "يمكن أن نقول: إن لبنان متجه الى المجهول، اما وضع المنطقة واضح أنه للافضل، وهناك انفراجات سعودية ايرانية، وعربية عربية، والانفراج في سوريا ينعكس على لبنان، وعند حوار الجميع مع سوريا، ينفرج الوضع في لبنان، ولو أن سوريا مستقرة لما كان الوضع في لبنان هكذا".

وبخصوص استقالة قرداحي، ذكر وهاب "أنا لا اطلب منه شيئا وهذا الموضوع ملكه، ولا يمكن لاحد ان يضع نفسه محل احد، ومستحيل ان تتم التضحية بالحكومة، ولا يمكننا ان نشكل حكومة اخرى"، ورأى أن "لا احد قال انها حكومة انقاذ، بل هي حكومة الحد الادنى، يجب ان يتم حل الموضوع الصحي، ويتم حل موضوع النقل، والكهرباء، واتمنى ان لا ينتظر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الامر الخطي من الاميركي، فهم اعطوا الموافقة، وليتم جلب الغاز المصري والكهرباء الاردنية، و12 ساعة من الكهرباء، على الاقل يمكنها ان تساعد الفقير".

بدوره عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ونائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني  ناتالي مريم غوليت، أشارت الى أن "لبنان يعاني من مشكلات عدة، وهذا الأمر لم يظهر خلال الأيام الماضية، بل تعد غالبية مشكلات لبنان قديمة ولم يتم حلها حتى الآن".

وتابعت غوليت في تصريح صحفي امس الأحد،  أن "لبنان يتجه من سيئ إلى أسوأ وإلى دمار، فالاقتصاد يتدهور وكذا الصحة العامة أيضا، والمسؤولون السياسيون في لبنان والذين يمتلكون الكثير من المال، أعتقد أنهم لا يهتمون بمعاناة الشعب، فهم لا يهتمون إلا بجمع المال.