محطات من تاريخ اللقاءات العراقية السورية

الرياضة 2021/11/10
...

 متابعة: محمد عجيل 
من المؤمل ان يلتقي في العاصمة القطرية الدوحة يوم غد الخميس منتخبنا الوطني مع نظيره السوري، وذلك في مباراة تجري ضمن اطار الدور الخامس من  التصفيات النهائية المؤهلة الى كاس العالم 2022، ويحل منتخبنا الوطني في جدول ترتيب المجموعة التي تتصدرها ايران بالمركز الخامس برصيد ثلاث نقاط، في حين يحل المنتخب السوري الشقيق بالمركز الاخير برصيد نقطة واحدة.
ويبدو ان حال المنتخبين متقاربة من حيث الاداء والمستوى والنتائج التي لا تسر جماهيرهما، لاسيما منتخب اسود الرافدين الذي تنتظره مهمة كبيرة لابد من اجتيازها، لمصالحة جماهيره على حساب نسور قاسيون، ونحن اذ يحدونا امل كبير في تصحيح المسار من قبل لاعبينا، نشير الى ابرز محطات تاريخ اللقاءات العراقية السورية التي انطلقت في عام 1955، الا ان تلك الحقبة لم تؤرشف بالشكل المطلوب، مثلما هي في بطولة كاس العرب الثالثة التي اقيمت في بغداد عام 1966، والتي كان من نتائجها وصول المنتخبين الى المباراة النهائية، وبرغم ان ذلك اللقاء انتهى عراقيا بهدفين مقابل هدف واحد تمكن من تسجيلهما الراحل  والمشهور انذاك كوركيس اسماعيل، الا ان المنتخب السوري وقف ندا قويا متفوقا على منتخبنا في الشوط الاول، بهدف للا شيء جاء بامضاء مهاجمه نور الدين، واذا كانت تلك البطولة التي حصدها اسود الرافدين قد تسببت في فرحة عارمة بالشوارع المحيطة بملعب الكشافة، الا انها تركت غصة في نفس الشارع الدمشقي الذي كان يستمع لها عن طريق اذاعة صوت العرب، ولم يكن ذلك اللقاء هو الاول، وان كان كذلك في البطولات العربية، اذ تشير سجلات المنتخبين الى انهما تقابلا لاول مرة على مستوى البطولات العسكرية، وكان ذلك في عام 1955 وانتهت بتعادلهما بهدفين
 لكل منهما.
 
انتصار سوري 
انتظر السوريون قرابة ستة واربعين عاما كي يثأروا لخسارة لقب كروي امام العراق، وتمكنوا في بطولة غرب اسيا من حصد اللقب على حساب منتخبنا في النسخة التي نظمتها دولة الكويت وانتهت بفوز السوريين بهدف للا شيء، جاء بامضاء المهاجم احمد الصالح، وكان هذا الانتصار بالنسبة للجماهير السورية يحمل طابعا خاصا لكونه جاء على حساب منتخب عنيد لم يفتح الباب يوما ما لغرض انتصار سوري على المستويين العربي والدولي، كما انه جاء بمرحلة سياسية وامنية خطرة مرت بها سورية بعد الهجمات الارهابية التي طالتها لعدة سنوات، ومن محاسن الصدف ان المدرب الذي قاد منتخب سوريا، هو حسام السيد الذي تمكن بعد سنة من ان يعود الى بغداد ومعه بطولة العالم العسكرية، وكان حينها مدربا لفريق القوة الجوية، والتي مثل فيها العراق في تلك البطولة التي استضافتها العاصمة الاذربيجانية باكو . 
 
أجمل المحطات 
ويبدو ان تصفيات كاس العالم هي الاكثر جمالية في تاريخ لقاءات الفريقين، إذ سجل التاريخ اروع واجمل مقابلتين بينهما، الاولى استضافها ملعب العباسيين عام 1985 وانتهت بالتعادل السلبي، بينما كان اللقاء الثاني الاكثر اضاءة في مسيرة الكرة العراقية، اذ شاءت اقدار حرب الثماني سنوات ان يلتقي المنتخبان على ملعب الملز بالمملكة العربية السعودية، في المباراة الفاصلة، وانتهت عراقية بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد، وسجل لمنتخبنا حسين سعيد وشاكر محمود وخليل محمد علاوي، في حين سجل لمنتخب سوريا وليد ابو السل من ركلة جزاء احتسبت ضد المدافع عدنان درجال، ومن خلال ذلك الفوز انتقل منتخبنا الوطني للعب لاول مرة في نهائيات كاس العالم التي جرت على ملاعب المكسيك .
 
تجديد الأمل 
نجدد الامل بنجوم منتخبنا الوطني في امكانية تحقيق الفوز واحياء طموحات الجماهير العراقية في بلوغ احدى بطاقات التاهل للمرة الثانية الى بطولة كاس العالم، التي ستقام في العاصمة القطرية، وبرغم صعوبة المهمة بسبب تقارب مستوى المنتخبين فنيا وبدنيا، الا ان منتخبنا وبما هو معروف عنه من اصرار وعزيمة، قادر على قلب المعادلة واستعادة قدراته في المنافسة وبلوغ الهدف الذي تنتظره الملايين .