(تريند) المُغتربين المُغيَّبين!

الرياضة 2021/11/14
...

علي رياح  

لم تنتج مباراتنا الأخيرة مع سوريا كثيرا من التغيير في موقف المنتخب في التصفيات، لكنها طرحت أسئلة شتى سيكون من الواجب وضع أجوبة لها قبل أن نمضي نحو مزيد من الإهمال والعبث وإهدار الوقت!  
السؤال الأبرز الذي تحول إلى (تريند) على وسائل التواصل الاجتماعي وكان قاسما مشتركا لكل ما نشره الناس، المتخصص منهم وعابر السبيل، يتعلق بعدد من اللاعبين المحترفين أو المغتربين العراقيين في الخارج ولماذا تمّ تأخير إدماجهم في المنتخب إلى هذا الحد القاسي الذي كاد يخلق فجوة كبرى بينهم وبين لاعبينا المحليين؟!  
سؤال يلد أسئلة أخرى عن مواهب حقيقية كان الأجدر بالمسؤولين عن كرة القدم العراقية والمدرب أدفوكات ومساعديه أن يلتفتوا إليها في وقت مبكر.. شخصيا كان كثير من أصدقائي يتساءل بعد المباراة: ماذا لو كانت هذه الفئة العراقية الصميمة من اللاعبين قد باشرت التواجد والتدريب والعمل مع المنتخب منذ أيام كاتانيتش، أو لنصل إلى أدفوكات وهو يباشر المهمة في شهر أيلول الماضي؟!  
هذا التساؤل بالطبع يعني الحديث عن شكل آخر للمنتخب غير الذي رأيناه في أول أربع مباريات من التصفيات الحاسمة، ولا أحد يملك الإجابة عمّا إذا كان هؤلاء سيصنعون الفارق، فعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى وحده.. لكن الوقائع أثبتت أن التساؤلات كانت مُحقـّة وفي مكانها والدليل ما قدمه لاعبون من طراز علي الحمادي وفرانس بطرس ومهند جعاز وأمير العماري من أداء يعد بالمزيد إذا زدنا لهم مساحة الحضور واللعب مع المنتخب..  
مباراتنا مع سوريا كشفت مستور المدرب أدفوكات وسلطت ضوءا شديدا على عناده، وأنا هنا في حاجة إلى استدراك للجملة الماضية، فالعناد هذا مؤسس تماما على قناعات الطاقم المساعد له والمتواجد في بغداد، والآن ثبت لنا أن المساعدين هم من يختار و يستدعي ويستبعد، وأن أدفوكات يأتي إلى موقع المباراة القادمة قبل يومين أو ثلاثة من موعدها في أبعد التقديرات ويشمّر عن ساعديه ويتولى القيادة ومعها جملة من الانفعالات التي ترصدها الكاميرا خلال المباريات على اعتباره أنه يدرك ما يجري، ويلم بمن يصلح أو لا يصلح من اللاعبين سواء في الداخل أو الخارج!!  
لم يتمكن المنتخب يوم الخميس الماضي من أن يقدم درس الفوز على حساب المنتخب السوري فعجز عن تحقيق فوزه الأول في التصفيات الحاسمة حتى الآن، لكن لاعبينا المحترفين أو المغتربين لقنوا أدفوكات ومساعديه درسا بليغا على مرأى الملايين من الناس التي تعذبت كثيرا لغياب المواهب في المنتخب خلال المباريات الماضية..  
هذا الدرس يقتضي مراجعة النفس والذات والقناعات والتحلي بالكثير من الإنصاف في المرة أو المرات القادمة إذا كتب لأدفوكات البقاء، أما الموهوب (محمد قاسم) فهو قضية متفرّدة بحد ذاته.. هذا لاعب ينشط في الملاعب الداخلية، يتألق ويصنع الفارق منذ أن قدّم نفسه بشكل مميز في خليجي 2019.. لكن المدرب بإيحاء واضح تماما من مساعديه يصرّ على ركن هذه الموهبة على دكة البدلاء ولا يسعى  لجني ثمارها قبل أن تفقد الروح والطموح والأمل!  
سأكشف معلومة.. فقبل سفر المنتخب إلى الدوحة كنت في نقاش طويل مع أحد المؤثرين في طاقمنا التدريبي وكنت في مرونة شديدة أرى ضرورة منح محمد قاسم الفرصة الكاملة.. الرد كان هلاميا فيه الكثير من التهرب وضحكات المجاملة التي ستورثنا، إذا استمر الإهمال ، كثيرا من الندم!