عون يزور الدوحة قريباً ومسؤول كويتي يستبعد نجاح الوساطات

الرياضة 2021/11/17
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
استبعد وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة نجاح  وساطة الجامعة العربية أو قطر لحل الأزمة الخليجية مع لبنان، ولم يستبعد بن طفلة أن يطول التصعيد اللبنانيين المقيمين في الخليج عبر قرار إبعادهم، موضحاً أنه «وبحسب قراءته للأحداث إذا لم تتغيّر السياسة اللبنانية فربما يكون مثل هذا السيناريو مطروحا أو في ذهن متخذي القرار في الخليج»، بينما تشير المعلومات الى أن الرئيس اللبناني سيزور الدوحة نهاية الشهر الحالي في خطوة لافتة، وشهدت بيروت أمس وصول وزير الخارجية التركي. 
وشدد وزير الإعلام الكويتي السابق على أن «الخليج ليس مجبراً على التعامل مع لبنان»، واصفاً سياسة لبنان الراهنة بالرعناء، محذراً بقوله: «إذا استمرّ لبنان في هذه السياسة وبقي (يأتمر بأوامر طهران) فأتوقع أن يكون هناك تصعيد ليس فقط من الخليجيين، بل حتى من أطراف أخرى عربية وغير عربية».
وهذا أول تصريح خليجي يشير بشكل صريح الى أن العقوبات الخليجية على لبنان ربما تصل قريباً الى خطوة إبعاد اللبنانيين العاملين في الخليج، وهو الأمر الذي يشكل هاجساً يؤرق الأوساط السياسية في لبنان، لأن مثل هذه الخطوة إن حصلت فإنها ستفاقم معاناة اللبنانيين الذين يرزحون تحت طائلة صعوبات حياتية جمة.
وفي وقت عجزت فيه الحكومة اللبنانية حتى الآن في التئام مجلسها للبحث في مخارج للأزمة، ومنها مسألة استقالة أو إقالة الوزير قرداحي، تنتظر الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت حصول مبادرة خلال أيام من شأنها بث الحرارة في أوصال مجلس الوزراء المعطل، وأشار النائب ​المقرب من رئيس الحكومة ميقاتي، علي درويش​، إلى أنه “قد تكون هناك مبادرة معينة متعلقة بالأزمة السياسية الحالية” وعمل الحكومة المعطلة.
غير ان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نفى الأخبار المتداولة، حول التحضير لحلول للأزمة السياسية على قاعدة “البيطار (قاضي التحقيق في حادثة المرفأ) مقابل مجلس الوزراء”، وأكد المكتب الاعلامي أمس الثلاثاء، أن ميقاتي “ينفي هذه الأخبار جملة وتفصيلا، ويؤكد أن خارطة الحل التي وضعها منذ اليوم الأول هي الأساس، وخلاصتها أن لا تدخّل سياسياً على الاطلاق في عمل القضاء، ولا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت، فاقتضى 
التوضيح”.
في الأثناء ذكرت أنباء صحفية أمس الثلاثاء في بيروت أنّ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون سيقوم بزيارة الى دولة قطر في الثلاثين من الشهر الحالي، ومن المنتظر أن يلتقي عون أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومسؤولين آخرين للتباحث في القضايا المشتركة، ولاسيما في سبل معالجة الأزمة الدبلوماسية التي فجرتها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، واعتبرتها المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى مسيئة 
لها. 
هذا والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا أمس سفراء بلاده في السعودية والبحرين، والقائم بالأعمال في الكويت، الذين غادروا العواصم الخليجية جراء أزمة بيروت مع دول الخليج، وتداول عون التطورات الأخيرة بشأن العلاقات اللبنانية مع الدول الخليجية، واستمع منهم لشرح عن التدابير الدبلوماسية الخليجية في هذا الصدد، وأكد عون، أن “العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة”.
وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي جدد التأكيد من جانبه أنه ليس متمسكاً بالمنصب في ظل الأزمة مع بعض دول الخليج بسبب تصريحات سابقة له، وقال قرداحي إنه “يشعر بهواجس الناس ومتفهم لها، وليس حجر عثرة وليس متمسكا بالوزارة عناداً”، مؤكداً أنه “منفتح تجاه أي حل يفيد لبنان ويعيد ترميم علاقاته مع الخليج”، لكنه ذكر أنه “لا يريد أن تكون استقالته بلا نتيجة”، قائلا: “لا أريد أن تكون استقالتي طلقة في الهواء لا تؤدي إلى أي نتيجة”.
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية التركي​ ​مولود جاويش أوغلو، إلى بيروت أمس الثلاثاء قادماً من طهران، على رأس وفد تركي في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، والتقى اوغلو في مستهل لقاءاته وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، للتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولم تستبعد مصادر دبلوماسية في بيروت أن تضطلع أنقرة بدور وساطة بين لبنان ودول الخليج، في مسعى لحل الأزمة المعروفة.