رفع الحظر عن ملاعبنا .. هل بات قريباً؟

الرياضة 2021/12/06
...

 احسان المرسومي 
ترتفعُ مجدداً اصوات الجماهير العراقية صوب الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) مطالبة برفع الحيف والظلم الذي اصابها جراء ابقاء حظر اللعب على اديم الملاعب العراقية، هذا القرار الظالم الذي اصبح غير مبرر بالمرة بعد ان قدم العراق كل ما يطمئن الفيفا من بنى تحتية على اعلى مستوى اشاد بها القاصي والداني وايضا الامان الذي ينعم به الضيوف قبل اهل الدار مدعوما بتواجد العديد من الهيئات والمنظمات الدولية وفنانين عرب ومهرجانات فنية وثقافية اخرها كان مهرجان بابل الدولي والذي تفاعل معه الجمهور الكبير الذي حضر لمشاهدته . 
 
نجاح تنظيمي 
اذا عدنا الى الوراء قليلاً ، نشاهد ان الاتحاد الدولي للعبة قد اوغل كثيراً بالابقاء على حظر اللعب في العراق لاسباب غير معلومة، برغم من انه اوفى بجميع الالتزامات بدءاً من استضافة بطولة الصداقة والسلام التي جرت في استاد جذع النخلة بالبصرة وايضا بطولة غرب اسيا للمتقدمين بمشاركة ثمانية منتخبات، بعدها استضاف العراق العديد من المنتخبات مثل السعودية وقطر والكويت وكينيا، هذا النجاح الكبير احرج الفيفا ما جعله يوافق على رفع الحظر جزئيا عن بعض الملاعب واختار جذع النخلة في البصرة وكربلاء الدولي وفرانسوا حريري في اربيل، وبعد ان تفاءلنا خيرا بخوض منتخبنا مباراته امام هونغ كونغ ضمن تصفيات كاس العالم في قطر 2022، بحضور جماهيري غفير في استاد جذع النخلة وشهدت نجاحا عالي المستوى، عاد الفيفا بعد فترة وجيزة ليضع عراقيل جديدة مانعا المنتخب من خوض مبارياته على ارضه متذرعا باسباب واهية نتيجة التظاهرات التشرينية التي عمت عموم العراق ومن بينها البصرة، الا ان هذا الامر كان بعيدا كل البعد وجافى الحقيقة، كون البصرة امنة 100 % ، بل هي افضل بكثير من بعض الدول العربية وحتى تلك المجاورة للعراق التي شهدت احداثا دامية، الا اننا لم نشاهد ان الاتحاد الدولي يتباكى ويسارع في اتخاذ قرارات ضد تلك الدول يمنع من خلالها اللعب على ملاعبها . 
 
انطباعات جيدة 
ونتيجة الظلم الكبير الذي نال من حق العراق في مشاهدة منتخبه وهو يلعب على ارضه، وبعد محاولات عديدة والتماسات ارسلت للاتحاد الدولي الذي بعث بدوره العديد من اللجان خرجت جميعها بانطباعات جيدة عن الملاعب العالمية والبنى التحتية من فنادق وطرق  ومطارات حديثة ، الا ان هذه المحاولات لم تفض الى قرار صريح برفع الحظر وبقيت مجرد وعود لاتغني ولا تسمن من جوع، وعلى الرغم من الضبابية التي تشهدها قرارات الفيفا الا ان المحاولات لم تقف الى هذا الحد، مثال على ذلك لقاء وزير الشباب ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم الكابتن عدنان درجال المتواجد حاليا في قطر على هامش بطولة العرب برئيس الاتحاد الدولي انفانتينو والامين العام سامورا،  وقد طمأن درجال الجماهير العراقية بقرار قريب  لرفع الحظر عن جميع ملاعب العراقية بما فيها العاصمة بغداد ، مستشهدا بالنجاح الكبير في استضافة نهائي بطولة غرب اسيا للشباب في ملعب المدينة بالعاصمة بغداد، وقد تابعنا ( والحديث لدرجال ) الحضور الجماهيري الكبير الذي غصت به مدرجات ملعب المدينة بالرغم من ان المباراة كانت لمنتخب الشباب فكيف هو الحال لو كان المنتخب الوطني هو طرف في المباراة ؟  مؤكدا ان الجمهور العراقي يستحق ان يرفع عنه الحظر ومشاهدة منتخبه يلعب على ارضه لان العراقيين يتنفسون كرة القدم، وقد وحدت الساحرة المستديرة الشعب العراقي ابان احرازه لقب بطولة اسيا 2007  . 
 
الحقوق تنتزع 
نعم .. الحقوق تنتزع كما اثبتت لنا الايام، بعد ان قدمنا كل ما يرضي جمهورية كرة القدم ولم يتبق لنا سوى اللجوء الى جميع الوسائل من اجل انتزاع حقنا، ونستشهد هنا بحديث لرئيس الاتحاد العراقي السابق عبد الخالق مسعود ، الذي قال في احدى
 المناسبات : ان العراق في وقت سابق عجز عن تقديم جميع الادلة والقرائن التي تثبت جاهزيته لاحتضان المنتخبات على ارضه ، ولم يتبق لنا غير اللجوء الى محكمة كاس الدولية لانصافنا في هذا الامر وهي وسيلة ضغط يجب ان يمارسها العراق لانتزاع حقه من دون ان ينتظر منة من الاتحاد الدولي، ويضيف “ مسعود “ انه بعد فترة وجيزة من رفعنا دعوى ضد الاتحاد الدولي ، وصلتنا مكالمة من رئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ سلمان ملتمسا رفع هذه الدعوى مقابل وعود برفع الحظر، وقد تحقق ذلك فعلا بعد فترة وجيزة ، ولذا اؤكد ان من حق العراق ان يتبع جميع الوسائل المتاحة من اجل الحصول على 
حقه المسلوب .
 
شكراً قطر
الأخوة والزملاء الاعلاميون في البرامج القطرية الرياضية وعلى قناة الكاس تحديداً تفاعلوا كثيراً مع قضية العراق الظالمة، وتبنوا من خلال برامجهم الرياضية على هامش منافسات بطولة العرب، هاشتاك طالبت به البرامج الرياضية العراقية وهو ( # انصفونا – حظر – العراق – ظالم ) وخصصت هذه البرامج  وقتا ليس بالقليل للحديث عن هذه القضية كما فعل مقدم برنامج المجلس من قناة الكأس خالد جاسم ، عندما استضاف ثلة من ابطال معاقي العراق الذين حضروا لمتابعة بطولة العرب وتحدثوا بحرقة وألم عن معاناة الشعب العراقي بسبب مظلومية الاتحاد الدولي لكرة القدم العراقية، وقد القى هذا الحديث صدى واسعا من قبل المقدم الذي عادة ما يتعاطف مع قضايا العراق طالبا من رؤساء دول الخليج التحرك والضغط على المؤسسة الدولية لانتزاع حق العراق في اللعب على ارضه ، وبين ان الوقوف مع اشقائه ليس فقط بالكلام، بل ياتي بالفعل الصريح والعمل المتواصل والبحث عن الاسباب والمطالب الحقيقية، وقد تطرق خالد جاسم في برنامجه كما فعلت  بعض البرامج القطرية الاخرى من بينها ( FOLLOWS)  الى عدد من الملاعب الجميلة التي تبدو للناظر من الوهلة الاولى انها ملاعب اوروبية، كما استشهدوا باحد اهم عوامل نجاح البطولات وهو الجمهور العاشق لكرة القدم الذي اثبت انه جمهور ذواق يصفق للعب الجميل كما فعل في مباراة منتخبنا امام اليمن في ملعب جذع النخلة والتي تواجد فيها قرابة الـ 60 الف مشجع، وكيف ان الجمهور صفق كثيرا لمنتخب اليمن السعيد الذي فاز في تلك المباراة على فريقنا .