غوتيريش يدعو المجتمع الدولي لمساعدة لبنان

الرياضة 2021/12/21
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
تأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الى لبنان في وقت تشهد فيه بلاد الأرز ندرة في زيارة المسؤولين الدوليين الكبار بحيث تولدت القناعة لدى الأوساط اللبنانية بأن بلادهم لم تعد على سلم أوليات القوى الدولية والإقليمية الفاعلة، بينما شدد غوتيريش على إنه «جئت الى لبنان متضامناً»، ومشيراً  الى أنّ «المجتمع الدولي لم يقم بما يكفي لدعم لبنان»، في وقت تسعى فيه بيروت الى إنضاج مباحثاتها مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدته في ظل الأزمة الاقتصادية والنقدية الخانقة. 
المسؤول الأممي يدرك أن مشكلة لبنان تنفتح على عدة أزمات متفاقمة ببعديها الداخلي والخارجي، وأن المواطن اللبناني ما برح يرزح تحت وطأة تحديات معيشية مأساوية وأن الطبقة السياسية تقف اليوم عاجزة عن اجتراح الحلول والمعالجات لهذه الأزمة أو حتى تقليل الآثار الكارثية لها على اللبنانيين المتعطشين للدعم الدولي في هذا الظرف العصيب، لذا فأن الأمين العام للأمم المتحدة اعتبر أن هدفه من هذه الزيارة «هو مناقشة كيف يمكن للأمم المتحدة أن تقدم أفضل دعم للشعب اللبناني للتغلب على الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية».
وأضاف غوتيريش «أنّني أؤمن أنّ المجتمع الدولي لم يقم بما يكفي لدعم لبنان، كما الأردن وغيرها من الدّول في العالم الّتي فتحت حدودها وأبوابها وقلوبها لاستقبال اللّاجئين؛ فيما بعض الدّول الأغنى أغلقت أبوابها».
وتابع، «أبلغت الرئيس عون أنّني أتيت ومعي رسالة واحدة بسيطة، وهي أنّ الأمم المتحدة تقف متضامنة مع الشعب اللبناني»، واطالب ساسة لبنان «العمل معًا لحلّ الأزمة، وأدعو المجتمع الدولي لتقديم الدعم للبنان»، وأكد أنّ «​الانتخابات النيابية​ العام المقبل ستكون مفصليّة، وعلى الشعب اللبناني أن ينخرط بقوّة في عمليّة اختيار كيفيّة تقدّم البلد»، مؤكّدًا أنّ «استمرار الدّعم الدّولي للجيش اللبناني والمؤسّسات الأمنية الأخرى، هو أساس لاستقرار لبنان. وأحثّ كلّ الدّول الاعضاء على الاستمرار وزيادة دعمهم». 
هذا ولم تقتصر لقاءات الأمين العام للأمم المتحدة بساسة لبنان كالرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بل كان له أمس الاثنين لقاءً مع عدد من القادة الرّوحيّين للطوائف اللبنانية في ​بيروت​، وأكد بعد لقائه بهم أنّ «هويّة لبنان متجذّرة في قيم الانفتاح والتّسامح والتّعايش»، وتوجه لهم بالشكر «على التزامهم بالحفاظ على هذه القيم، لا سيّما في هذا الوقت العصيب على شعب البلاد».
كما كانت لغوتيريش زيارة لافتة الى مرفأ بيروت الذي دمره انفجار كارثي يوم 4 آب عام 2020، وتفقد المنشآت المدمرة ووقف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين قتلوا في فاجعة المرفأ. 
من جانبه، اعرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، عن تقديره لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لبنان، وتضامنه مع الشعب اللبناني واللاجئين السوريين، مذكراً إياه بـ «الأونروا» واللاجئين الفلسطينيين، أما نائب رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعادة الشامي والمسؤول عن ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي فأشار الى أن «الأزمة اللبنانية شديدة التعقيد مع خلافات سياسية، ولكن كل أزمة ولها حل، وتتطلب معالجات سريعة وقرارات سياسية جريئة مع تضافر الجهود»، وأفاد بأن «اللجنة الوزارية اتفقت مع حاكم ​مصرف لبنان​ على أن حجم الخسائر المالية بلغت 69 مليار دولار، وتتحملها الحكومة ومصرف لبنان والمصارف والمودعون».
وذكر الشامي انه «من المؤسف أن تتعلق جلسات مجلس الوزراء وهناك ظروف استثنائية لانعقادها»، لافتاً إلى أن «جلسة مجلس الوزراء يمكن أن تنعقد، وأن ينحصر جدول أعمالها بملفات تخص الشعب»، وتوقع الشامي أن «بين شهري كانون الثاني وشباط المقبلين، من المفترض أن نصل لاتفاق مبدئي مع صندوق النقد حول خطة النهوض الاقتصادي، وهذه الخطة تعمل عليها كل وزارة على حدة، وهذا الأمر لا يحتاج الى اجتماع الحكومة، وحين تكتمل هذه الأمور نضعها مع بعضها البعض وحينها تصبح لدينا خطة كاملة». وتابع، «نحن بالمفاوضات مع ​صندوق النقد الدولي​ دخلنا قليلاً بالسياسات النقدية، وهدفنا الأساسي الوصول إلى اتفاق بأسرع وقت ممكن ولا توجد مهلة معينة».