موسكو تتدخل عسكرياً بالأزمة الكازاخية بناء على طلب رسمي

قضايا عربية ودولية 2022/01/08
...

 عواصم : وكالات
 
أكّد الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، أنه أعطى، شخصياً، الأمر لقوات الأمن والجيش بـ"إطلاق النار المباشر" خلال الأيام الماضية، ضد المتظاهرين الذين وصفهم بـ "قطاع الطرق والإرهابيين".
وأعلن توكاييف، في خطاب رسمي القاه أمس الجمعة، أنَّ استخدام القوة المميتة سيستمر ضد المتظاهرين المخربين، ملقياً باللوم على "ما يسمى بمنافذ الإعلام الحرة" للمساعدة في اضطرابات المعجبين، على حد تعبيره.
وقالت السلطات: إنَّ عشرات المحتجين قتلوا في الاشتباكات، فضلاً عن مقتل 18 شخصاً من الشرطة وقوات الأمن، بينما يرجح أن ترتفع هذه الأرقام خلال الأيام القادمة. وبحسب بيانات وزارة الداخلية فانه تم اعتقال أكثر من 3000 شخص. واندلعت الاحتجاجات في البلاد، بسبب ارتفاع مفاجئ في أسعار الوقود، مصحوباً بحالة من الإحباط طويلة الأمد بشأن الوضع السياسي والاقتصادي.
ويزعم توكاييف أن "جميع المطالب التي قُدمت بصورة سلمية قد تم الاستماع إليها" ، ولكن يبدو أنه صرف النظر عن نسبة كبيرة من المتظاهرين معتبراً إياهم مجرمين ، وذكر أن "2O  ألفاً من اللصوص متورطون في الاضطرابات في الماتي"، وتعد مدينة الماتي أكبر المدن في كازاخستان، ومركز الاضطرابات في الأيام الأخيرة.
وأوضح الرئيس الكازاخي أن "في الخارج، دعوات لإجراء مفاوضات من أجل الوصول لحل سلمي"، مستدركاً بالقول: "يا لها من حماقة، ما نوع المفاوضات التي يمكنك إجراؤها مع المجرمين؟ كنا نتعامل مع قطاع طرق مسلحين ومجهزين بشكل جيد، محليين وأجانب. قطاع الطرق والإرهابيين، الذين ينبغي القضاء عليهم. وسيحدث هذا في أقرب وقت ".
وأصرت شخصيات حكومية، أمس الجمعة على أن قوات الأمن سيطرت على الوضع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مدينة ألماتي، لكن رغم ذلك، وردت أنباء عن تجدد إطلاق النار في المدينة.
وشكر توكاييف "قوات حفظ السلام" التي أرسلتها روسيا ودول أخرى من منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، لكنه قال: "إنهم لم يشاركوا في أي قتال".
في المقابل ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن "قوات حفظ السلام الروسية تحرس مطار الماتي، ومواقع البنية التحتية الرئيسة الأخرى، بقوة يبلغ قوامها نحو 2500 فرد".
 
منظمة CSTO وقرار تدخلها بكازاخستان
هي منظمة معاهدة الأمن الجماعي، تضم دول روسيا، وأرمينيا، وبيلاروسيا وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وقعت عام 1992 ،  وتهدف إلى الدفاع المشترك بين هذه الدول، لكنها ليست مخصصة للقضايا الداخلية. وهذا هو السبب الذي جعل توكاييف يصور الاحتجاجات على أنها من عمل "الإرهابيين" الذين تم تدريبهم في الخارج.
 
موقف الولايات المتحدة من الأزمة
حذّرت الولايات المتحدة القوات الروسية التي تم نشرها في كازاخستان من السيطرة على مؤسسات الجمهورية السوفياتية السابقة، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان. وأفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين بأن "الولايات المتحدة، وبصراحة العالم، سيراقب للكشف عن أي انتهاك لحقوق الإنسان"، مضيفاً "سنراقب أيضاً للكشف عن أي خطوات قد تمهّد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان".