بوتين يمارس «حافة الهاوية} لتحقيق المكاسب في بروكسل

قضايا عربية ودولية 2022/01/13
...

 ترجمة : أحمد الموسوي
 
أمضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شهوراً في حشد ما يقرب من مئة ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانيَّة، إلا أنَّ موسكو رغم ذلك تقول لا وجود لنية الغزو.
ما هي الخطوة التالية لروسيا؟ في الحقيقة لا أحد يعرف، باستثناء السيد بوتين.الغموض الذي يحيط بنوايا الزعيم الروسي حيال الأزمة الأوكرانية، كثيفٌ جداً مثل الضباب، خصوصاً بعد أن ألقى دبلوماسي روسي رفيع المستوى سلسلة من الرسائل المتناقضة، بعد الخروج من مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلف الناتو استمرّت يومين.
فبعد لحظات من إعلان الطرفين أنَّ المحادثات "عميقة" و"واقعية"، ظهر تحذير من نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف من أنَّ عدم تلبية مطالب روسيا قد يُعرِّض "أمن القارة الأوروبية بأكملها" للخطر.
ويقول المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف (ويرأس مجلساً يقدم استشارات سياسية للكرملين) في اتصال هاتفي: "رأي الخبير الذي بإمكاني أن أقدمه: لا أحد يعرف نية بوتين الحقيقية". ويعد المحللون أنَّ حتى أعضاء الدائرة المقرّبة من السيد بوتين - ناهيك عن السيد ريابكوف، الذي قاد الوفد الروسي في محادثات جنيف هذا الأسبوع- من المحتمل أن يعرفوا النية الجدية للسيد بوتين في التفكير بحرب شاملة في أوكرانيا. ولن يعرفوا، كذلك، ما هي التنازلات الأميركية المطلوبة لكي يتمَّ قبولها من أجل نزع فتيل الأزمة. بدلاً من ذلك، يرجَّح ألا يتخذ السيد بوتين قراراً، وفقاً لمحللين روس ومسؤولين أميركيين. وهو يرغب في إبقاء الطرف الآخر على حافة الهاوية. وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي: "ما يهمّ هو النتائج، في الوقت الذي ليس هناك ما يقال عن أيِّ نتائج".بعد ذلك، قال بيسكوف: ستقرّر روسيا "ما إذا كان من المنطقي" المضي قدماً في الدبلوماسية.وتواصلت المحادثات يوم أمس الأربعاء، بين الجانب الروسي، والجانب الأميركي، إضافة إلى ممثلي حلف الناتو في بروكسل، ومن المتوقع أن تكون لقاءات اليوم الخميس أوسع لتضمَّ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي مجموعة تضمّ 57 دولة تضم أوكرانيا بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة.
سياسة حافة الهاوية للسيد بوتين في الأشهر الأخيرة، يستفاد منها في دراسة قدرته على استخدام التوتر للسعي وراء عوائد سياسية عالية. في ظل اقتصاد راكد وتحالفات ممزقة، تتعامل روسيا أيضاً مع أوضاع متقلبة على أربعة حدود في الأقل، وهي بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا، إضافة إلى جنوب القوقاز.
لسنوات كان السيد بوتين غاضباً من توسع حلف الناتو شرقاً، والدعم الأميركي في أوكرانيا. الآن، من خلال خلق أزمة أمنية جديدة تهدد بتعقيد أجندة الرئيس بايدن، نجح في إيصال القضية إلى الواجهة في واشنطن.
 
صحيفة النيويورك تايمز