تفاؤل حذر يسود جولة العامري بين الحنّانة وأربيل

العراق 2022/01/18
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
 
سادَتْ حالة من التفاؤل المشوب بالحذر إزاء إمكانية التقارب وإجراء اتفاقات اللحظات الأخيرة بين طرفي المعادلة في البيت الشيعي، الإطار التنسيقي والكتلة الصدرية، ويبدو أن الجولة المكوكية التي يجريها زعيم تحالف الفتح هادي العامري بين الحنانة ليل السبت وإقليم كردستان في الساعات الماضية أتاحت فرصة ومساحة للجهات السياسية المختلفة للتفاوض بشأن استحقاقات المرحلة المقبلة وأبرزها اختيار رئيس الحكومة المقبلة الذي أشارت مصادر إلى أنه ينحصر حالياً بين ثلاثة أسماء مطروحة للتداول.
وذكرَ مصدر خاص لـ"الصباح" أن "هناك شبه توافق بين الطرفين الشيعيين على آلية اختيار رئيس الحكومة المقبلة عبر حصر ترشيح الأسماء بيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على أن يكون للإطار التنسيقي حق أو (فيتو) رفض أو قبول تلك الأسماء". وبين المصدر أن "قائمة الأسماء المطروحة لغاية الآن ثلاثة، ومن ضمنها المرشح السابق لرئاسة الحكومة محمد توفيق علاوي"، مشيراً إلى أن "حظوظ علاوي تزايدت في الساعات الأخيرة وهي الأكبر من بين الأسماء الأخرى". 
وكانَ مصدرٌ في الإطار التنسيقي كشف في وقت سابق، عن موافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على إدراج مرشح تسوية تقدم به الإطار ضمن قائمة المرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء.
وقال المصدر: إن "الصدر أبدى عدم ممانعته من ترشيح محمد توفيق علاوي لمنصب رئيس الوزراء في قائمة مصغرة تضم أيضاً رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وحيدر العبادي".
وضمن حراك القوى السياسية للخروج من الأزمة الحالية، أجرى زعيم تحالف الفتح هادي العامري أمس الاثنين محادثات مع القيادات الكردية في أربيل، واستهل العامري زيارته بعقد اجتماع مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ثم التقى رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني. وقالَ المكتب الاعلامي لرئيس حكومة الإقليم في بيان إنه "جرى في الاجتماع، التباحث بشأن آخر المستجدات والتطورات في العراق والجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة، وتم التأكيد على تكثيف المساعي الرامية لتشكيل حكومة تحفظ حقوق المواطنين العراقيين كافة، وتحقق الاستقرار والشراكة الحقيقية بين المكونات، وتعالج المشكلات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية على أساس الدستور". كما التقى العامري رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وبحث معه التطورات السياسية في البلاد.
وتأتي هذه الزيارة بعد لقاء ثنائي جمع العامري مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر إقامة الأخير بمدينة النجف أول أمس السبت.
في غضون ذلك، قال القيادي في تحالف الفتح فاضل الفتلاوي لـ"الصباح": إن "نتائج المباحثات التي يقودها عن الإطار التنسيقي هادي العامري في الحنانة وفي أربيل إيجابية ومستمرة"، مبيناً أن "الأمور متجهة نحو دمج الإطار والتيار وتشكيل  الكتلة الأكبر بينهما".
وأضاف، أن "المباحثات وصلت إلى رؤية لتشخيص تشكيلة الحكومة ورئاسة الحكومة وهناك عدة أسماء طرحت، وأن الطرفين جادان بأن تكون الكتلة الأكبر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي والذهاب إلىالبرلمان لتشكيلها".  
من جانبه، بين النائب عن ائتلاف دولة القانون المنضوية في الإطار التنسيقي محمود السلامي في حديث لـ"الصباح"، أن "المباحثات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري مفتوحة، والحوارات لازالت قائمة، وأن هناك تقارباً واضحاً في وجهات النظر بين الجهتين لإيجاد مخارج إيجابية للمباحثات".  وبين أنه "بحكمة سماحة السيد الصدر وقادة الإطار سيجري التوصل إلىتقارب في وجهات النظر، ولن تصل الخلافات إلى درجة القطيعة ولكن الخلافات على آلية إدارة البلد".  
 
• تحرير: محمد الأنصاري