مصدر إيراني لـ« الصباح »: المفاوضات النووية تراوح مكانها

قضايا عربية ودولية 2022/01/19
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
ما زالت المفاوضات النووية الجارية حالياً في فيينا تراوح مكانها بعد انخفاض نسبة التفاؤل بالتوصل لاتفاق بسبب القضايا العالقة التي تحتاج إلی "قرارات سياسية" علی حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.
وقال مصدر إيراني قريب من المفاوضات، في حديث لـ "الصباح": إن أربع قضايا ما زالت عالقة علی طاولة البحث يعمل المفاوضون علی إيجاد حلول عملية لها بعدما أوضح المفاوض الأميركي روبرت مالي عدم إمكانية تخطي قضايا جوهرية لأسباب ترتبط بقرارات الكونغرس .
وأوضح المصدر أن "أولى هذه القضايا الأربع هي عقوبات ترامب التي يری الجانب الأميركي أن بعضها لا يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني وإنما بقضايا أخری ولذلك لا يمكن المساس بها في حين يصر الجانب الإيراني علی أنها متعلقة بهذا البرنامج ويجب إزالتها استنادا علی قرار مجلس الأمن الدولي 2231 ".
وأضاف المصدر "أما القضية الأخری فهي الضمانات التي ما زالت عالقة إذ يصر الجانب الإيراني علی وضع آلية تضمن عدم تكرار انسحاب ترامب من الاتفاق"، مشيراً إلى أن "الجانب الأميركي أكد أن واشنطن لا يمكن لها إعطاء مثل هذه الضمانات إذ تعمل الأطراف المفاوضة على وضع آلية لضمانات بديلة تشارك فيها الإدارة الأميركية مع الدول الأوربية".
وأشار المصدر إلى أن "القضية الثالثة هي التحقق من آلية رفع العقوبات حيث تطرح بعض الأطراف تقديم وزارة الخزانة الأمريكية تعهداً مكتوباً بعدم معارضة المبادلات التجارية مع البنوك الإيرانية والسماح بالاستثمارات الأجنبية في إيران من دون معارضة من قبل هذه الوزارة"، مضيفاً بالقول :"التعهد كذلك بعدم معارضة تفعيل آلية اينستكس الأوروبية للتعامل التجاري مع إيران . تبقی القضية الرابعة التي تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتحديداً ما يخص أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي نصبتها إيران حديثاً وكمية اليورانيوم المرتفع التخصيب الذي تمتلكه إيران إذ تعتقد إيران أن هذين الأمرين يحتاجان لوقت ويمكن أن يكونا في إيران تحت رعاية وإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن هذا الأمر لم يحسم حدتى الآن ". 
ورأی المصدر أن المفاوضات وصلت إلی مثل هذه الحدود التي تحتاج فعلاً إلی تدخل و"قرارات سياسية" من قبل الإدارة الأمريكية لتذليل هذه المشكلات وتعزيز الثقة في قاعة
المفاوضات . 
وزاد أن إيران لا تقبل في هذه المفاوضات بأقل من استطاعتها بيع نفطها في السوق العالمية وإيداع المبالغ في حسابات البنك المركزي الإيراني بالطرق التقليدية .
وعند السؤال عن إمكانية حل هذه القضايا التي وصفها "جوهرية" قال: إن الكرة في الملعب الأميركي الذي طلب العودة للاتفاق النووي وهذه هي استحقاقات عودته التي يجب عليه دفعها من أجل إحياء الاتفاق النووي وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2231 ، معرباً عن اعتقاده بأن المفاوضات قد تدخل جولات لاحقة وربما تستمر ما لم تكن هناك "قرارات صعبة" من الإدارة الأميركية .