يقوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بزيارته الأولی لروسيا منذ تسلمه الرئاسة الإيرانيَّة في حزيران الماضي، إذ يرأس وفداً يضمّ وزراء الخارجية والنفط والاقتصاد .
ورأی قبل مغادرته طهران أمس الأربعاء، أنَّ "زيارته لموسكو تشكل نقطة تحوّل في العلاقات الثنائية والتي تترك تأثيراً إيجابياً على ضمان أمن المنطقة وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الإقلیمية"، مشيراً إلی "اشتراك البلدين في العديد من المنظمات الاقتصادية والسياسية في المنطقة، کمنظمة شنغهاي للتعاون، ولروسيا دور مهم في هذه المنظمات کما تلعب دوراً محورياً في الاتحاد الأوراسي لذلك فإنَّ التعاون مع روسيا من شأنه أن يترك تأثيره الإيجابي في تعزيز الخطوات التجارية
والاقتصادية المشتركة".
وتكتسب الزيارة أهمية من حيث التوقيت والمحتوی حيث تستمرّ المفاوضات النووية المتعثرة في فيينا لإحياء الاتفاق النووي في الوقت الذي تسعی إيران إلى الاستدارة نحو الشرق وتحديداً نحو روسيا والصين .
ويعتقد مراقبون أنَّ الزيارة تؤسس إلی تحالف محتمل بين الصين وروسيا وإيران خصوصاً بعد دخول إيران منظمة شنغهاي للتعاون وبدء تنفيذ اتفاق برنامج التعاون المشترك بين إيران والصين.
وكانت إيران وروسيا قد وقعتا علی اتفاقية تعاون عام 2011 لمدة 20 عاماً تجدّد بموافقة البلدين وهي ما زالت قائمة لكنَّ إيران تسعی لتطوير هذه الاتفاقية انسجاماً مع التطورات التي تشهدها المنطقة والعلاقات الدولية.
وينظر هؤلاء المراقبون إلی الخلافات بين طهران وموسكو بوجهات النظر السياسية والأمنية في بعض القضايا بأنها لا تقف حائلاً أمام المصالح المشتركة التي تربط البلدين والتحديات التي يواجهانها
في المنطقة.
ورأی وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنَّ "الرؤية الستراتيجية للعلاقات الإيرانية الروسية المشتركة تشكل نقطة ارتكاز للعلاقات الجديدة بينهما"، عاداً "زيارة رئيسي إلى موسكو منعطفاً في سياسة حسن الجوار والرؤية للشرق."
بدوره قال السفير الإيراني لدی موسكو كاظم جلالي: إنَّ "الجانب الإيراني قام بكتابة مسودة اتفاقية التعاون مع روسيا لكنها تحتاج إلی وقت من أجل المصادقة عليها، معرباً عن أمله في استكمال الجانب الروسي لدراسة التفاصيل
من أجل التوقيع عليها".
وبشأن التوقيع علی شراء طائرات عسكرية روسية قال: إنَّ "هذا الموضوع سيكون علی طاولة المفاوضات بين الرئيسين إبراهيم رئيسي وفلاديمير بوتين لكن ليس من الواضح إن كان سيتمّ التوقيع علی هكذا عقد أم لا" .
وقال: إنَّ "الرئيسين سيبحثان تطورات المفاوضات النووية باعتبارهما عضوين مهمين في المفاوضات النووية إضافة إلی أنَّ روسيا عضو في مجلس الأمن الدولي وهذا الأمر مهم لإيران".