الحريري يعود إلى بيروت ومعلومات ترجح عزوفه عن الانتخابات

الرياضة 2022/01/22
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
بدأت الحسابات السياسية تمهيداً للدخول الفعلي في المعترك التنافسي للانتخابات النيابية التي ستجري في الربيع القادم في لبنان، وتحرك الفرقاء لتشكيل نواة تحالفاتهم لذلك الاستحقاق، بينما عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت بعد أربعة أشهر من الاعتكاف السياسي في أبو ظبي، وما زال مصير اشتراك تياره في الانتخابات رهين التكهنات بينما تسربت معلومات مفادها بأنه حسم أمره بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات المذكورة. 
مراقبون لبنانيون مازالوا حتى الساعة يشككون في احتمالية حصول الانتخابات في موعدها نظراً لعدة أسباب تتصل بحالة الاضطراب السياسي والاقتصادي التي تكتنف البلاد، كما أن المعلومات التي تفيد بأن الحريري قد حزم أمره بشأن قرار عدم اشتراكه في الانتخابات وبما يمثله من ثقل مازال هو الأكبر في (الساحة السنية السياسية) من المحتمل أن يلقي بظلاله السلبية على الاستحقاق الانتخابي المنتظر ربطاً باعتبارات الميثاقية التي تقضي بضرورة مشاركة (الطوائف) الرئيسة في الانتخابات لحفظ التوازن في التركيبة السياسية المعقدة بحكم الطبيعة السياسية في لبنان وارتباطها بالعمق الطائفي الذي لا مناص منه في البلاد، في حين أكد الرئيس العماد ميشال عون، أنه يتطلع إلى "أن تكون الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، فرصة حقيقية للبنانيين كي يعبّروا عن خياراتهم في التغيير بهدف تطوير النظام اللبناني"، معتبراً خلال لقائه أمس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية السيد جان لوي بورلانج  أن "اللامركزية الإدارية والآلية الموسعة، تشكل مدخلاً أساسياً لتحديث النظام اللبناني وتطويره وحفظ وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات".
وتطرق عون إلى المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الإسرائيلي بشأن ترسيم الحدود البحرية، بقوله: إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ستستأنف مع العودة القريبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة". في السياق نفسه علمت "الصباح" أنّ " الساسة في لبنان تلقوا رسائل دبلوماسية غربية، تلوّح بفرض عقوبات عليهم إذا ما تورطوا بعملية عرقلة الانتخابات النيابية، أو عمدوا إلى تأجيلها عن موعدها المحدد، وبعودة الحريري إلى بيروت فجر أمس الأول الخميس ستتضح خلال الأيام القادمة الخريطة السياسية للقوى التي تخوض ذلك الاستحقاق الانتخابي، حيث انخرط الحريري بسلسلة مشاورات بشأن الانتخابات النيابية القادمة استهلها بزيارة السراي الكبير في بيروت، وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وكان لافتاً الاستقبال الرسمي للحريري من خلال جوقة حرس الشرف للسرايا الحكومي، وعقد زعيم تيار المستقبل لقاءً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تناول آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة ومسألة الانتخابات، وعقب ذلك قام رئيس الحكومة الأسبق بزيارة المفتي عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وعقد اجتماعاً لم يرشح عنه حتى الآن أي معلومات، هذا ومن المنتظر ان يشهد يوم غد سلسلة مداولات مع المسؤولين في "تيار المستقبل" لبلورة قرار نهائي بشأن كيفية إدارة ملف الانتخابات للتيار الأزرق، أما نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش فأكّد أنّ "الحريري لم يبلغنا لا رغبته، ولا عدم رغبته في الترشّح إلى الانتخابات النّيابيّة المقبلة، وأيضًا قراره بشأن وجود لوائح لتيّار المستقبل"، لافتًا إلى أنّه "يجري سلسلة لقاءات حاليًّا، ويُفترض أن يجتمع بأعضاء التيّار نهاية الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وعندها ستتضح الصورة"، توازياً مع ذلك توجّه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق تمام سلام بالنصيحة إلى الحريري بقوله: "الحريري أدرى بما يجب أن يفعله انطلاقاً من الوقائع التي يملكها والظروف المحيطة به، إلا أن امتناعه عن الترشح، في حال حصوله، سيكون مؤثّرا وسيترك فراغاً كبيراً، إذ وعلى رغم ما مرّ به في مسيرته، لا يزال الأكثر تمثيلاً في الوسط السني، ربما ليس بالحجم الذي كان عليه سابقاً، لكن من الواضح أنه يبقى الأقوى في طائفته".