سيناريوهات مقلقة تنتظر الانتخابات اللبنانية

الرياضة 2022/01/23
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
سيناريوهات كثيرة تنتظر الانتخابات النيابية القادمة لعل أكثرها سلبية هي مقاطعة الأوساط السياسية (السنية) لها بعد الإعلان المرتقب لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري بالعزوف عن المشاركة فيها، كما أن رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام وأحد أبرز القيادات السياسية أعلن صراحة عدم الترشح للانتخابات وعلل ذلك بفسح المجال أمام الأجيال الجديدة، بينما ذكر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش​​، أن «هناك معطيات تقول إنّ رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ سيعزف عن ترشّحه للانتخابات». وثمة من يشير في بيروت إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق والشخصية الأبرز في تيار المستقبل فؤاد سنيورة سيعلن عزوفه عن الانتخابات هو الآخر في خطوات يمكن أن تعقد المشهد، وهذا من شأنه رسم العديد من علامات الاستفهام عما يخطط ويحضر له في لبنان؟ وهل ثمة أصابع خارجية تدخلت في ذلك؟.. وبعدئذ فإن مصير الانتخابات إذا صدق هذا السيناريو سيكون في مهب الريح، ويصبح أمر حصولها مستبعداً جداً، وكانت مؤشرات قوية في العاصمة اللبنانية خلال اليومين الأخيرين استناداً إلى معطيات تسربت من لقاء الحريري بعد عودته، قد أشارت إلى أن «سعد الحريري قرّر العزوف عن الترشح للانتخابات، كما أنّه لن يسمي أي شخصيّة تتولّى قيادة سفينة تيّار المستقبل في الانتخابات النيابيّة في بيروت وسائر المناطق، وسيترك موضوع تسمية مرشحي التيّار الأزرق في المناطق لقيادة تيّار «المستقبل» كما ذكرت ذلك تقارير صحفية، أما النائب السابق ​​نبيل نقولا​ فنظر للمسألة من زاوية أخرى، عبر تصريح له أمس السبت بقوله:  «يحكى عن عزوف ​سعد الحريري​ عن الترشح للانتخابات النيابية هو وتياره السياسي. إنها خطوة جريئة، وليت جميع التيارات التي حكمت لبنان منذ ​الطائف​ حتى اليوم تحذو حذوه ويعاد تكوين السلطة على أسس جديدة واتفاق جديد بين ​اللبنانيين​ أي وطن نريد يطرح باستفتاء على الشعب، وبعدها قانون جديد للانتخابات يكون نتيجة هذا الاستفتاء»، موضحاً أنه «عندها ستستقيم الأمور وسيكون لنا وطن بكل معنى الكلمة. أهنئ الرئيس الحريري على جرأته»، في حين أشار النائب هادي أبو الحسن، إلى أنه «مؤسف ومقلق ما نسمعه من رئيس الحكومة سعد الحريري في موضوع مشاركته بالانتخابات النيابية أو عدمها، ونأمل أن تتم دراسة هذه الخطوة جيداً». وإضاف أبو الحسن، خلال حديث تلفازي تابعته «الصباح»، أن «الموضوع بالنسبة لنا خارج إطار البعد الانتخابي والمهم هو البعد الوطني والسياسي»، معتبراً أن «انكفاء تيار «المستقبل» في هذه اللحظة أمر مقلق».
وشدد على أنه «في ظل غياب التيار المعتدل على الساحة السنية ستنمو الحركات المتطرفة، ونأمل من الحريري بما يملك من إرث وطني وإرث عربي مهم أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الأمور فالبلد يستحق كل تضحية».
أما  نائب «​تيار المستقبل​» ​​مصطفى علوش​​، فأشار  إلى أن «هناك معطيات تقول إنّ رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ سيعزف هو الآخر عن ترشّحه للانتخابات النيابية». بعد عزوف الرئيس تمام سلام. 
وتابع علوش «أننا كلّنا ورثة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، لكن في بعض الأحيان يكون الانسحاب خطّة وليس اعتكافاً عن الحياة السياسيّة»، لافتاَ إلى أن «من يمثل أهل السنة هو من سينتخب من قبل الشعب في ​الانتخابات النيابية​ المقبلة» على حد تعبيره.تأتي هذه الاحتمالات بينما يعيش اللبنانيون أزمة حياتية قاتمة متعددة الأوجه ومنها قطاع الطاقة التي تعيش واقعاً بائساً جراء أزمة المحروقات. وزير الطاقة اللبناني، ​وليد فياض​، حاول رسم بارقة أمل وسط هذه المشهدية المؤلمة، مصرحاً بشأن توقيع اتفاق مع ​الأردن​ الأسبوع المقبل، ‏لتوصيل ​الكهرباء​ عبر ​سوريا​، بقوله: إن «وفدًا أردنيًا سيوقع الاتفاق في ​بيروت​، يوم الأربعاء المقبل، وذلك قبل التوجه إلى ​دمشق​، حيث من المقرر أن يوقع مسؤولون أردنيون و​لبنانيون، اتفاق عبور مع سوريا»، ولفت في تصريحات له أمس السبت إلى أن «الصفقة مهمة بالدرجة الأولى، لأنها ستزيد إمدادات الكهرباء الحكومية، التي هي أنظف وأرخص من الكهرباء التي تنتجها مولدات خاصة باهظة الثمن وملوثة للبيئة»، لافتًا إلى أن «الصفقة ستزود لبنان بما يصل إلى 250 ميغاوات من الكهرباء نهارًا، و150 ميغاوات ليلًا، أي ما يعادل ساعتين إضافيتين من الكهرباء».