مؤسسات الدولة وراء {تخريب} الأرصفة

العراق 2022/01/25
...

 بغداد: هدى العزاوي 
 
رغمَ استغلال الأحزاب السياسية لعملية ترميم الأرصفة والشوارع المخربة المنتشرة في عموم البلاد كدعاية انتخابية، إلا أن ما يخفى على المواطنين، أن مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارتا الكهرباء والاتصالات تتحملان الجزء الأكبر من استمرار التخريب في الأرصفة والشوارع، حيث تعملان على حفرها لإنجاز التمديدات والأعمال الخاصة بالوزارتين وتتركها دون إعادتها إلى ما كانت عليه أو إصلاحها.
للتأكد من حقيقة هذه المعلومات، اتجهنا إلى الدوائر البلدية والوزارتين المتهمتين بتخريب الأرصفة.
وقال مدير عام بلدية الصدر الأولى المهندس عادل كاظم الساعدي في حديث لـ"الصباح": إن "من ضمن أعمال دوائر البلدية الخدمية إعادة ترميم الأرصفة وإكساء الشوارع من المواد المقرنصة والإسمنت، وغالباً ما تتعرض هذه الأرصفة إلى التجاوزات من المواطنين وكذلك الدوائر الحكومية التي تقوم بحفر بعض الأرصفة دون إعادة ترميمها".
وأشار إلى أنه "تم فرض غرامات مالية على تلك الدوائر الحكومية التي تقوم بأعمال الحفر وأخذ تأمينات تتم مصادرتها في حال عدم إعادة البنى التحتية إلى وضعها السابق".
ونوّه بأن "هناك تجاوزات على أغلب شوارع وأرصفة مدينة الصدر ، وعملت البلدية على رفع تلك التجاوزات بالتعاون مع القوة الماسكة للأرض والجيش العراقي ولواء 42 ودائرة الحراسات التابعة للبلدية، وكان هناك تنسيق عالٍ في فرض هيبة الدولة داخل المدينة ورفع هذه التجاوزات ومازال الأمر مستمراً إلى الآن".
وفي ما يتعلق بإعادة ترميم الأرصفة وعلاقتها بالانتخابات، أوضح الساعدي أن "جميع دوائر البلدية تضع خطة سنوية وقد تكون محض الصدفة أن يكون الترميم في وقت الانتخابات، ولا توجد تدخلات من قبل المرشحين أو الأحزاب السياسية بعمل البلدية، فالعمل مستمر في مدينة الصدر منذ أكثر من ثمانية أشهر في إعادة ترميم الأرصفة وفق خطط دوائر بلدية أمانة بغداد ودائرة المشاريع المسؤولة عن ذلك".
وبيّن أنه "كان هناك تجاوز على الأرصفة من قبل وزارتي الكهرباء والاتصالات، وفي الوقت الحاضر هناك تنسيق عالي المستوى وفق اجتماعات أجريت مع وزير الكهرباء ودوائر البلدية وأمين بغداد".
وحاولت "الصباح" استحصال إجابة من وزارتي الكهرباء والاتصالات، وبعد محاولات عديدة لم ترد وزارة الكهرباء في حين رد الناطق باسم وزارة الاتصالات رعد المشهداني عن التساؤلات بقوله: إن "هناك آليات حديثة ومتطورة لحفر الكيبل الضوئي أو أي شيء متعلق بالاتصالات، وبحسب المعلومات والخطة الستراتيجية التي وضعتها الملاكات الهندسية والبنى التحتية للوزارة، تقوم الوزارة بدفن وترميم الشارع أولا بأول"، مبرراً حديثه بأن "وزارة الاتصالات لا تستخدم الرصيف إطلاقاً ولكن تستخدم مسافة قريبة من الشارع".
ويؤكد المشهداني أن "أي مكان يتم حفره لمد الكيبلات التابعة لوزارة الاتصالات تتم إعادة ترميمه وإصلاحه من قبل الملاكات وبنفس اللحظة"، مبيناً أن "الوزارة على استعداد للتعاون مع الوزارات الباقية في حال وجود أي إخفاقات".
 
• تحرير: محمد الأنصاري