شباب بين التمرد الصاخب ورفض الواقع

الصفحة الاخيرة 2022/01/30
...

 بغداد: مآب عامر 
 
سماعة الهيدفون والجلوس بجانب نافذة سيارة الخط كل صباح هما ما يشكلان المتعة الحقيقية بالنسبة للطالبة الجامعية هدى رعد (21عاماً)، مزيج من أغاني (بيلي إيليش، وشون مينديز، وأريانا غراندي) يمنحها النشاط والتفاؤل على إكمال يومها. الكثير من شباب اليوم يتأثرون بأغنيات معينة ويقبلون على سماعها بسبب ولعهم بمظهر المغني أو حركاته ووسامة شكله وغير ذلك من الأمور التي قد تكون بعيدة عن كلمات الأغنيات ومدى جودتها الفنية، بينما نجد غيرهم يتعمد اختيار سماع هذه الأغنيات لأنها وسيلة بالنسبة إليه للهروب من واقع ما أو للتمرد عليه.
تعاني هدى من عدم قدرتها على الانسجام والتواصل الطبيعي مع زميلاتها في الدراسة من دون هدف ضروري، فسلوكهن ونقاشاتهن لا تمت بصلة إلى الموضوعات التي تجذبها للتفاعل معهن وأبسطها اختياراتهن في سماع الموسيقى والأغاني، فهن على عكسها، إذ يفضلن الاستماع إلى مصطفى عبد الله، وعلي جاسم، وسيف نبيل، ومحمود تركي، وغزوان الفهد وغيرهم. عادة ما ترتبط فكرة الاستماع للأغاني المحلية وخاصة الصاخبة بشباب من الطبقة الوسطى يعملون كسائقي سيارات أجرة وكذلك داخل مطاعم الأكلات السريعة في الأسواق الشعبية مثل الفلافل، كأداة للتعبير عن الفوضى بتمرد صاخب، أما الأغاني الغربية فيزيد انتشارها بين شباب يميلون نحو الانفتاح ورفض الواقع. ذائقة هدى لا تختلف في اختياراتها للأغاني فقط، وإنما في طريقة لبسها وتسريحة شعرها، وبالنسبة لزميلاتها فهن يشعرن باستغراب من مجرد وجودها بينهن، وهذا الشعور متبادل، كما أنها تنظر لهن كأنهن زي موحد لا يمكن اختراقه بألوان مغايرة من قبلها.