جعجع يسعى لتدويل الأزمة اللبنانية وبهاء الحريري ينتظر الفرصة

الرياضة 2022/02/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
لمْ يتضح بعد برغم مرور يومين على تسليم الرد اللبناني ، طبيعة الموقف الخليجي على ورقة الردود التي سلمها وزير الخارجية بوحبيبة حيال (مذكرة الكويت) واتسم جواب الوزير الكويتي بخصوص ذلك بالدبلوماسية متجنباً الخوض بالتفاصيل، فيما تداولت أوساط سياسية في الجبهة المناوئة لحزب الله عن سعي لـ «تدويل الأزمة اللبنانية» في ظل حديث عن تحالف بدعم خليجي بين جعجع وجنبلاط وما يمكن لملمته من تيار المستقبل في الانتخابات القادمة.  وتسعى هذه الأطراف إلى التحضير لتكثيف الزخم السياسي والإعلامي للتحشيد من أجل الظفر بالأكثرية في المجلس النيابي الذي من المفترض أن يتمخض عن الانتخابات القادمة التي يُزمع إقامتها يوم 15 من آيار المقبل تمهيداً كما يخطط للانفتاح الدولي من أجل الذهاب إلى (مؤتمر دولي للبنان يطالب بحياد البلد عن كل الصراعات في المنطقة)  بينما يشكك مراقبون في إمكانية اتفاق هذه الأطراف حيال ذلك في ظل وجود تباينات بينها كما هو الحال بين حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وما يمكن أن ينخرط من الطائفة السنية أو من تيار المستقبل، فزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي رغم مجاهرته الأخيرة بمواقف تعكس انتقاداته لفريق سياسي بعينه هو أكثر واقعية من زعيم القوات سمير جعجع الذي يسعى إلى الحصول على غلة الأصوات السنية لتعزيز (ثقله النيابي) وهو اليوم صاحب (الصوت) الإعلامي الأوضح المطالب بـما يسميه بمواجهة حزب الله، وقد صرح المسؤول الإعلامي للقوات شارل جبور  مطالباً بـ (ضرورة مواجهة حزب الله) مشيراً  إلى "أننا  قد نذهب إلى تدويل الأزمة في لبنان" من أجل (نزع سلاح حزب الله) و ( تحرير لبنان)!.. في خطٍ مواز يسعى بهاء الحريري للانخراط في هذا المسار من خلال بوابة اعتزال أخيه سعد الحريري غير أنه وكما تشير مصادر مواكبة قد يصطدم بواقع معقد لا تؤهله مؤهلاته السياسية المحدودة في خوض غماره فضلاً عن الصعوبة في الحصول على (الغطاء الشعبي السني) المتعاطف بقوة مع أخيه سعد والذي يتقاطع معه بشكل علني في رؤيته في كيفية التعامل مع الموضوعة الأكثر حساسية وإشكالية في لبنان (سلاح حزب الله) أما الحزب فذكر من جانبه عبر نائب رئيس المجلس التنفيذي، الشيخ علي دعموش "أن الذين يحملون مشروع نزع سلاح حزب الله لن يحصلوا على شيء سوى  الخيبة والفشل" مضيفاً "لن نقبل بأن يفرض أحد علينا وصايته وخياراته السياسية التي لا تصب في مصلحة بلدنا بل تخدم العدو الإسرائيلي، وتُمهد الطريق ليكون لبنان جزءاً من منظومة التطبيع مع الكيان الصهيوني". ودعا الجميع في لبنان إلى الارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية التي تستدعي التعاون والتفاهم والحفاظ على السيادة والكرامة وعدم الارتهان للخارج، في هذه الأثناء مازال اللبنانيون ينتظرون الحصول على ما يمكن أن ينعكس على حياتهم اليومية من موقف الخليج الفاعل من الرد اللبناني على ورقته التي تضمنت عدة بنود مطلوب من لبنان تنفيذها، وحتى الآن ثمة شح وضبابية في الموقف، وزارة الخارجية اللبنانية أرادت أن تجيب على هذه التساؤلات فذكرت في بيان لها أمس الأحد بأن "وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، شارك في الكويت في الاجتماع التشاوري للجامعة العربية، وقد التقى فور وصوله نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح وسلّمه رسالة موجهة من رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى أمير دولة الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، والورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية".
وأصافت  أنه "شارك الوزير في اللقاء الوزاري التشاوري، حيث قدم عرضا للأوضاع في لبنان، مشدداً على حاجته لاستعادة العلاقات التاريخية الأخوية بأشقائه العرب، وقد كان لهذه الرسالة وقع إيجابي لدى الجانب الكويتي والمشاركين" غير أن رئيس البرلمان العربي السابق مشعل بن فهم السلمي كان تصريحه مغايراً بقوله" :"إن الرد اللبناني على المبادرة الخليجية كان مخيباً للآمال وإنه كمن  فسر الماء بالماء"،  في حين اكتفى وزير الخارجية الكويتي بتأكيده بأن الرد اللبناني ستتم دراسته خليجياً، بينما ذكرت وسائل إعلام لبنانية "بأن الرسالة اللبنانية التي توافق عليها الرئيس  ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تضمنت إضافة إلى الأجوبة اللبنانية اقتراحاً بتشكيل لجنة خليجية لبنانية للتفاوض بمضمون النقاط الإشكالية الواردة في الورقة الخليجية، إلى ذلك وفي تطور لافت أفادت معلومات أمنية نقلتها مواقع خبرية لبنانية أمس الاول الأحد بأن الجهات الأمنية المختصة قد ألقت القبض على شبكة تجسس إسرائيلية استطاعت اختراق  منظمات وجمعيات غير حكومية وتجنيدها لجمع معلومات تتصل بخفايا الوضع السياسي في لبنان،  وسعت لجمع معطيات عن أشخاص وعقارات في الضاحية الجنوبية لبيروت  وفي الجنوب والبقاع، ولم تتمكن «الصباح» من الحصول على تأكيد أو نفي رسمي بهذا السياق.