إحالة المنتخب على التقاعد

الرياضة 2022/02/02
...

علي الباوي
منذ أن بدأت التصفيات ونحن في «الصباح الرياضي» نعمل وفق مبدأ الإيجابيَّة والمحافظة على الروح المعنوية لفريقنا الوطني وهو يخوض المنافسات وكنا نحرص دائماً على اتباع منهج التشجيع.
وكنا بعد كلِّ مباراة نباشر فوراً الإشارة إلى الأخطاء ونعبّر عن ثقتنا بالنجاحات اللاحقة إلا أنَّ فرصتنا الآن باتت شبه مستحيلة في ظلِّ النتائج التي قدَّمها المنتخب، وعلينا أن نكاشف أنفسنا قبل الجمهور الرياضي بأننا لا نملك منتخباً يمكن له المنافسة في أيِّ بطولة ولا حتى في دورينا فلو أننا زججنا هذا المنتخب في مسابقتنا المحلية فستكون نتائجه مخيبة للآمال، وهذه حقيقة أدركها الجميع منذ البداية ولكننا انقسمنا بين فريقين فريق يهاجم المنتخب وفريق يحافظ على معنويات هذا الفشل الذريع.
ربما يمكننا القول الآن إننا فقدنا الأمل في تحقيق حلم طال انتظاره، وإننا سنتجاهل جميع الخواطر والكلمات والأمثال التي تتحدّث عن تحقيق الأحلام، وعدم اليأس، والنهوض من جديد بعد السقوط، وغيرها من مصطلحات لطالما غرسناها بقوّة في أرواحنا منذ انطلاق تصفيات كأس العالم وحتى الآن.
في كلِّ مرَّة كنا نُمني النفس بأن يكون منتخبنا على موعد مع التغيير إلا أننا على العكس نراه قد رمى بنفسه إلى الماء قبل غرق السفينة مثلما يقول البعض، فأصبحنا نرى في لاعبينا اليأس قبل بداية كلِّ مباراة وكأنَّ الاستسلام صار الماركة المسجلة على  قمصانهم.
الآن جاء وقت المحاسبة وكما قلنا سابقاً فإنَّ الجميع يتحمَّل مسؤولية هذا الإخفاق المريع ونحن نشهد أن لا مسؤولية للمدرب إطلاقاً في ما آل إليه الوضع، فلاعبونا لا يمتلكون الحماسة ويفكرون بأنفسهم وبالأندية التي يحترفون فيها ويريدون المحافظة على طاقاتهم من أجل أنديتهم على حساب المنتخب وسمعة العراق، وهذه حقيقة لمسناها في أكثر من مباراة وتوصلنا إليها عبر محادثات أجريناها مع أصحاب الشأن.
الخيبة التي عشناها لأشهر طويلة لم تكن وليدة إخفاق من مدرب ولا حتى من الطبقة الرياضية العليا في البلاد فنحن نعيش أزمة وفاء ومؤكد أنها أزمة وطنية.
علينا نسيان هذا المنتخب تماماً والبدء من الصفر واعتماد أسماء جديدة بأعمار مبكرة ضاربين عرض الحائط قضية الخبرة التي دمّرتنا وجعلت مجموعة من اللاعبين يستهزئون بمشاعر الجماهير .
المحترفون وعامل الخبرة من أشدّ الأكاذيب التي دوخونا بها طيلة التصفيات وكلنا ندرك أنَّ هناك طاقات عظيمة جداً موجودة في دورينا ولكن هؤلاء ليسوا بمعزل عن الخبرة ولكنهم لا يمتلكون الوساطة ولا الشخصيات النافذة ولا الأحزاب ولا الإملاءات الخارجية، إنهم لاعبون مجتهدون لديهم الطاقات والموهبة ويحبون العراق .
علينا التفكير بهؤلاء وجلبهم إلى المنتخب وتجاوز الفئوية والطائفية والمحاصصة من أجل إعلاء اسم العراق رياضياً.
نعلم علم اليقين أنَّ الرياضة منافسة وأنَّ الدول العربية والآسيوية قطعت أشواطاً في الإعداد وتوفير المستلزمات وتطورت كثيراً في العقد الأخير، وهناك بون شاسع بيننا وبينهم، لكن تبقى أرض العراق ولّادة ومزرعة للطاقات ولن تغيب عنها الفرصة في البروز مجدداً إذا ما أصرَّت على هذا.
لطفاً لا تلعبوا معنا لعبة تغيير المدربين ولا تعيدونا مجدداً إلى (سالفة) المدرب الأجنبي والمحلي فهذه كلها تبريرات فشل وليست حقيقية ونحن بحاجة إلى إخراج هذا المنتخب للتقاعد وغلق هذا الباب إلى الأبد والشروع بتأسيس منتخب عراقي جديد من رحم دورينا.