بغداد: نوارة محمد
عند مفترق الطرق، وفي صباح شديد البرودة، شهقت سارة أنفاسها وتركت سيارة الأجرة التاكسي، مُسرعة للخلاص من مضايقات سائقها المخمور، وتلافياً لخطر قد يحدث، او أذى قد يصيبها، نعم.. هنالك الكثير من الأذى الذي تواجهه الفتيات عند كل محطة من محطات الحياة.
سارة كما الأخريات اللواتي يواجهن شراسة سائدة على جميع الأصعدة والتحرش أقساها، تعرضت صباح هذا اليوم لرعب أفقدها رغبة بدء يومها، إذ إن الخوف دائم والقلق المبهم مصاحب لهن، وحالات التحرش لا خلاص منها.
سارة (27عاماً) كانت ضحية ذلك الخراب، واضطرت هي الأخرى لعبور جسر الجادرية سيراً على الأقدام، اذ تقول «كدت أن أخسر شيئاً لا أعرف ثمنه، أنا وفي كل مرة أشعر بأسف شديد عليّ وبنات جيلي لما نواجهه، ثمة خوف يراودني».
ويقول العميد قتيبة عبد السلام من شرطة بغداد «إن غالبية المتحرشين ليسوا سوى أشخاص غير أسوياء»، مضيفاً إن «القضاء أصدر أحكاماً بالحبس لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبإمكان الفتيات تقديم بلاغ رسمي وشكوى لدى الشرطة المجتمعية ضد المتحرشين للحد من هذه الظاهرة». والأمر لم يقف عند تلك الحادثة، إذ إن ملاك محمد، الموظفة في إحدى الدوائر الحكومية اضطرت هي الأخرى لترك وظيفتها بسبب ما تتعرض له من مضايقات مستمرة من بعض اللامهنيين، إذ تقول «في لحظة ما شعرت أن لا قدرة لديّ على مواجهة هذا العالم الغريب، ولم يكن الأمر سهلاً لكنني سرعان ما وجدت نفسي محطمة وخائفة، لا سيما بعد أن تلقيت تهديدات من أحدهم».
سارة وملاك وكثيرون ممن التقيناهم يتساءلون كما الجميع، هل ستظل ظاهرة التحرش عقبة أمام أحلام الفتيات وسبباً في اندثار الأمنيات؟.