طهران: محمد صالح صدقيان
تستأنف، اليوم الثلاثاء، أعمال الجولة الثامنة من المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا بعد توقف دام عشرة أيام أتيحت للوفود المفاوضة فرصة الرجوع لعواصمها من أجل دراسة آخر النتائج التي توصلت اليها المفاوضات في ظل ضبابية واضحة بشأن إمكانية التوصل لاتفاق في هذه الجولة .
وقال المبعوث الأميركي روبرت مالي الذي يعود لفيينا: إنه يحمل معه إصرار الرئيس الأميركي جو بايدن علی متابعة المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق في حين رأی المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة أن طهران تنتظر من المفاوض الأميركي الإجابة علی الأسئلة التي طرحتها إيران إضافة إلی سرعتهم في العمل للتوصل لاتفاق جيد يتيح لطهران الاستفادة من الفرص الاقتصادية الواردة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ؛ في الوقت الذي توقع فيه المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف أن تكون المفاوضات التي تستأنف اليوم الثلاثاء نهائية .
وقال وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان: إن الجانب الايراني يركز علی المسودات المتبادلة مع مندوب الاتحاد الأوروبي انريكي مورا ؛ لافتا إلی أن الجانب الأميركي لم يتفاعل مع جزء من المطالب الايرانية التي تخص إزالة العقوبات .
وأعرب أمس الاثنين خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الفنلندي عن أمله في ان يتم التوصل لاتفاق خلال هذه الجولة لكنه قال إن ذلك يعتمد علی نوايا وسلوك الجانب الأميركي والدول الأوروبية الثلاث .
بدوره رأی أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن رفع أية عقوبات لا تنعكس علی الاقتصاد الايراني لا يمكن اعتبارها اتفاقا جيدا في إشارة له إلی عدم رضا الجانب الايراني عن رفع الحظر الأميركي عن البرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي رأی خطيب زادة أن الخطوة الأميركية هي "ذر الرماد في العيون" لأنها لا تشمل استفادة إيران من الفرص الاقتصادية للاتفاق النووي .
وقال خلال إيجازه الصحافي أمس الاثنين: إن الوفد الأميركي الذي سيعود لطاولة المفاوضات عليه اتخاذ قرارات سياسية مهمة لإحياء الاتفاق النووي من أجل التوصل بسرعة لاتفاق .
وينتظر المراقبون نتائج المفاوضات التي أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الأميركي جو بادين في واشنطن الأسبوع الماضي والتي تناولت ملف المفاوضات النووية وانعكاسها
علی مفاوضات فيينا.
ورأی خطيب زاده أن رفع الحظر يعتبر مسألة مهمة وخطا أحمر لإيران ويحتاج إلى قرارات سياسية من واشنطن، "واننا نتوقع أن نشهد خطوات عملية لإثبات ما تعتبره الولايات المتحدة خطوات حسن نية.
واستبعد التكهن بنتيجة المفاوضات وتوقيتاتها راميا الكرة في الملعب الأميركي "الذي يجب عليه الإجابة علی الأسئلة المطروحة ونواياه في الالتزام بتعهداته وفق الاتفاق النووي"؛ مشيرا إلی أن طهران تنتظر رؤية خطوات على الأرض وتغيير سلوك الجانب الأميركي والدول الأوروبية الثلاث المشاركة في المفاوضات .
ورأی أن إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الإجراءات الايرانية وتعهدتها النووية يجب أن يكون متوازنا مع تعهدات الطرف الآخر برفع الحظر.
وبشأن الضمانات التي تطالب بها طهران لتنفيذ أي اتفاق يمكن التوصل اليه؛ قال: إن الولايات المتحدة لايمكن لها التلاعب بالقانون الدولي وتٌرهن عمل الشركات الخارجية مع ايران بالقوانين الأميركية الداخلية ؛ لافتا الی أن أبعادا سياسية مختلفة تم بحثها في إطار الضمانات لكن يجب التوصل إلی نتيجة نهائية لجميع الفقرات الخاصة بالضمانات.