رئيسي: لا نعقد آمالنا على نتائج المفاوضات النووية

قضايا عربية ودولية 2022/02/12
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
احتفلت إيران، أمس الجمعة، بالذكری 43 عاماً علی انتصار الثورة الإسلامية التي قادها الراحل الإمام الخميني في الوقت الذي قال فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن حكومته تحاول الاعتماد علی إمكانات الشعب الإيراني ولا تعقد آمالها علی نتائج المفاوضات النووية الجارية حالياً في فيينا. 
 
وقال رئيسي، في كلمة بهذه المناسبة بثها التلفزيون المحلي: إن إيران "لم تعقد أي آمال" على المحادثات النووية في فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، مشدداً علی الأمل المعقود علی المحافظات الإيرانية "وليس علی فيينا أو واشنطن"، في إشارة منه علی عدم رغبة حكومته وضع كامل البيض في السلة الغربية. 
وشهدت العاصمة الإيرانية طهران وبقية المدن الإيرانية تظاهرات بهذه المناسبة دعا فيها المتظاهرون الذين كانوا يحملون صور مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني والقائد الإيراني آية الله علي خامنئي إضافة إلی قاسم سليماني؛ إلى الصمود أمام الضغوط التي تمارس ضد بلادهم، لكنهم دعموا المفاوضات النووية التي ترفع العقوبات الاقتصادية.
ولم تمنع جائحة كورونا الإيرانيين من الاحتفال، إذ جرت مسيرات راجلة في بعض المدن بشكل محدود التزاماً بالتعليمات الصحية بقرار من السلطات وفي المدن الأخرى بالسيارات والدراجات النارية وذلك التزاماً بالتوصيات الصحية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19. ونددَ المتظاهرون بالولايات المتحدة وإسرائيل معلنين دعمهم للإجراءات التي تتخذها السلطات لمواجهة التحديات والتطورات السياسية التي تمر بها إيران. ورأی الرئيس الإيراني أن يوم الحادي عشر من شباط هو رسالة أمل للشعب الإيراني ولكل مستضعفي العالم؛ مشدداً علی ثوابت النظام السياسي في إيران وشعار "لا شرقية ولا غربية " الذي كان يردده الشعب خلال أيام الثورة الإسلامية عام 1979. 
وفي الوقت الذي تسعی الحكومة الإيرانية للاستدارة نحو الشرق في علاقاتها السياسية والاقتصادية، شدد رئيسي علی استقلالية القرار الإيراني وثوريته من أجل المحافظة علی ثوابت الثورة الإسلامية التي أرساها مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني. وقال: إن الحكومة الإيرانية تسعی في سیاستها الخارجیة إلى علاقات متوازنة مع العالم وتولي أهمية خاصة لدول الجوار. 
وأكّدَ علی تطبيق العدالة الاجتماعية باعتبارها إحدی التحديات التي تواجه النظام السياسي الإيراني، عاداً "تحقيق العدالة ومكافحة الفساد ومقارعة الظلم هي من العناصر الرئيسة المثبتة داخل الثورة الإسلامية".
وأضاف أن الحكومة تعمل على تذليل العقبات الاجتماعية التي يعاني منها الشعب "لأن الابتعاد عن الاهتمام بالشعب هو ابتعاد عن الثورة، معتبراً تطور البلاد رهناً بالوحدة الوطنية.
وفي هذه الأثناء تستمر المفاوضات النووية في فيينا بعدما دخلت مرحلة حاسمة بحسب مراقبين. وقالت المصادر الإيرانية: إن الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة طرحا رزمة محفزات جديدة علی الجانب الإيراني بعد عودة المفاوضين إلی فيينا نالت موافقة الجانب الصيني الذي قال مندوبها في فيينا، وانك كون: إنها "خطوة ايجابية" إلا أن الجانب الإيراني قلل من أهميتها واعتبرها وثيقة يمكن دراستها.
ولم تسرب تفاصيل الرزمة المقترحة الجديدة من قبل الدول الغربية إلا أن آخر المعلومات نقلت أن لجان الخبراء الثلاث المشكلة من قبل الأطراف المعنية استأنفت أعمالها يوم أمس الجمعة من أجل استكمال مناقشاتها بشأن إلغاء العقوبات والحصول علی ضمانات بتنفيذ الاتفاق.