بغداد: مآب عامر
اطلعت مريم صباح «21عاماً» في دقيقتين على محتوى رسالة نصية تلقتها بمناسبة اقتراب عيد الحب «فالانتاين» عبر ماسنجر الفيس بوك لترد عليها بعبارة «جميلة أشكرك جداً».
الرسالة النصية كانت عبارة عن قصيدة أخذت من الشاب ياسر «23عاماً» أياماً طويلة وهو يحاول كتابتها ومن ثم يقدمها لزميلته الجامعية مريم كهدية رمزية يُعبر من خلالها عما بداخله من مشاعر تجاهها.
ثمة اختلافات في تقدير قيمة الهدايا التي تقدم في الأعياد والمناسبات، ففي السابق كان الأمر يعتمد على حجم المبالغ التي تم انفاقها في شراء الهدايا، فتقديم وردة أو «دبدوب» كهدية ليس كتقديم ساعة أو قلادة، أما الآن وبعد التطور التكنولوجي الحاصل صار تقييم الهدية عند الكثيرين يعتمد على مدى شعبية مرسلها ونجوميته وتأثيره في تلك المنصات.
مريم لم تلق بالاً للقصيدة المرسلة إليها، واكتفت بتقديم الشكر، وانصرفت وكأنه لا قيمة رمزية لهذه الهدية، لكنها بالمقابل حرصت في اليوم نفسه، على الاهتمام بمقطع فيديو نشره أحد أصدقائها من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي وشاركها فيه، كما تقول، «كنت أشعر بسعادة كبيرة وأنا أتابع التفاعل الكبير مع الفيديو، بالفعل كانت هدية ذات قيمة كبيرة بالنسبة لي». أن تصبح مشهوراً على تلك المنصات ولديك نحو مئة ألف متابع، يعني أنك مستعد للإعلان عن منتجات وبضائع تعود لشركات وعلامات تجارية معروفة عبر الحديث عنها بمقاطع فيديو أو تدوين منشورات نصية مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة. من هنا تعتقد مريم أن قيمة الهدية التي يقدمها الشخص المشهور على تلك المنصات باهظة وكبيرة، لأن لديه الكثير من المتابعين الذين سيقومون بتداول مقطع الفيديو الخاص بها، وبالتالي سوف تتمكن في النهاية من الحصول على أكبر عدد من المتابعين الجدد. يبدو بديهياً ألا تعير مريم اهتماماً لبعض الهدايا الرمزية التي تصلها عبر رسائل نصية في منصات التواصل الاجتماعي، فهي تربط مستوى الاهتمام ببعض الأشخاص في المنصات بارتفاع أو انخفاض المتابعين، كما تقول «لم يختلف شيء عن السابق، فالهدية التي تكون عادة غير مكلفة ورخيصة الثمن هي الآن لا تختلف عن الهدية التي ترسل في رسالة نصية»، وتضيف «زمن الهدايا الرومانسية لم يعد يجدي نفعاً في وقت يسارع الجميع ليكونوا من المؤثرين في تلك المنصات».