الحلة: محمد عجيل
مديحة عبود البيرماني طبيبة مغتربة، أصبحت ناراً على علم بالنسبة لأهالي محافظة بابل، بعد أن توسط اسمها أرقى الأحياء في مدينة الحلة، إذ حملت حروفه أجمل المدارس الثانوية علماً ومعماراً.
البيرماني المغتربة في السويد تبرعت ببناء صرح مدرستها التي تخرجت منها، وتعلمت فيها العلم والأدب والثقافة كي تكون رمزاً للمرأة العراقية الوطنية، وهي لم تنس جراح وطنها، فأقدمت في أعنف ظروف بابل الأمنية عام 2006 على تمويل بناء مدرسة أسمتها باسمها وشيدتها على مساحة دارها.
تقول البيرماني لـ "الصباح": فكرت أن أخدم بلدي بأحد المشاريع، فما كان مني إلا أن استثمر داري لإنشاء مدرسة ثانوية للبنات، لمواجهة الموت والإرهاب الذي يطبق على أرواح أبناء بلدي ولم أجد أفضل وأسمى من العلم للرد على الأفكار المتطرفة والبالية.
ووجدت البيرماني من يتعاون معها ويتبنى فكرتها في مديرية تربية بابل متمثلة بشخص مديرها السابق الدكتور حمادي العوادي والاخوة العاملين في الأبنية المدرسية، كما تضيف "كانت أياماً صعبة حينما شرعنا بتأسيس المشروع وذلك لخطورة المنطقة التي أقيم فيها والتي تقع بمواجهة ديوان المحافظة، حيث تتواجد القوات الاميركية آنذاك".
وتتذكر الدكتورة "في يوم من الأيام واجهنا انفجار ثلاث سيارات مفخخة في آن واحد وفي المكان نفسه، لكن ذلك لم يمنعنا من التوقف سوى لبضعة أيام بعد اصابة رئيس العمال والذراع الأيمن بالمشروع، لكنه عاد بتحدٍ وإصرار وعزيمة لإكمال ما بدأنا
به".
في غضون عام اصبحت المدرسة جاهزة لاستقبال الطالبات اللواتي كن فرحات بالدراسة في مبنى جميل يحتوي على كل مستلزمات التفوق العلمي.
واليوم تعود الدكتورة مديحة عبود البيرماني في إجازة قصيرة لبلدها، بدأتها مع بناتها الطالبات وزميلاتها وهن يستذكرن معاً أيام الشروع ببناء
المدرسة.
الأجمل ما في رحلتها أنها وجدت السلام وهو يعم المكان بعد أن أنهى العراقيون الإرهاب الجبان، لكنها حزنت كثيراً عند معرفتها باستشهاد رئيس العمال ضمن إحدى المعارك التي خاضها الحشد الشعبي ضد عصابات داعش الإرهابية، ولكن بقدر هذا الحزن شعرت بالفرح لأن
طالبات المدرسة تخرجن ودخل بعضهن كلية الطب، في ما أسمت مديرة المدرسة آخر مولودة لها باسم مديحة تيمناً بهذه الشخصية العظيمة.