تونس: وكالات
تعود العروض الفنية بالتدريج في تونس بعد الإغلاقات التي فرضتها وزارة الثقافة منتصف الشهر الماضي، وتراجُع العدوى بالمتحوّر الجديد لفيروس كورونا. تجّلت هذه العودة أساساً في عروض مسرحية معظمها بعيدٌ عن الفضاءات التي هي تحت الإشراف المباشر لوزارة
الثقافة.
أقيم مساء أول أمس في مدينة الثقافة، التي يمكن عدها الفضاء الرئيس للنشاط الثقافي في تونس العاصمة منذ افتتاحها في 2018، عرضٌ موسيقيّ بعنوان (ودعة) يؤشّر عودة انتظام العروض
الفنية.
شارك في العرض خمسة وثلاثون عازفاً من تونس وكندا وصربيا، بقيادة عازف الكمان زياد الزوراي، بينما تؤدّي المقاطع الغنائية عائدة النياتي، وكلاهما قد شارك في وضع تصوّر هذا المشروع الفنّي المستلهَم من التراث التونسي، السمعي والبصري، فمفردة الودعة تحيل إلى معجم التطريز اليدوي التقليدي في الجنوب التونسي.
وإذا كان التراث الموسيقي التونسي يمثّل العنصر الرئيس للعرض على المستوى النغمي، فإنَّ التوزيع الآلاتي في (ودعة) يذهب إلى مناطق أخرى، فتحضر التلوينات السيمفونية التي تؤديها أوركسترا (فيلارمونيك بلغراد)، عناصر من موسيقى الجاز يؤمّنها الفنان الكندي كارل جانوسكا، في اختبار لتفاعل هذه المناخات مع بعضها البعض.
يُذكر أنَّ فكرة مشروع هذا العرض أتت نتيجة سلسلة إقامات فنّية خاضها عددٌ من المشاركين في العرض. إقامات كان قد نظّمها خلال الأشهر الماضية صندوق (دعم المشاريع الفنية) التابع لوزارة الثقافة التونسية.
تتميز الموسيقى التونسية بتنوع كبير على مستوى أصنافها وألوانها.
تنقسم الموسيقى التونسية أساساً إلى ثلاثة أنواع: موسيقى ذات طابع عصري بما في ذلك الأغاني بالعربية الفصحى أو العربية الدارجة، موسيقى ذات طابع تراثي كلاسيكي (أساساً المألوف والموشحات) والموسيقى الشعبية (المزود والموسيقى الفولكلورية ذات الطابع الجهوي). أبرز تظاهرة للموسيقى التونسية هو “مهرجان الموسيقى التونسية».
كما أنها موسيقى آلية غنائية مصحوبة بإيقاع وتونسية الأصل وقديمة كما تعرف فقط في تونس.