دار بابل للثقافات تحتفي بالفنان وحيد علي

الصفحة الاخيرة 2022/02/16
...

 بغداد : نورا خالد
احتفت دار بابل للثقافات يوم السبت الماضي بالفنان وحيد علي، تثميناً لمسيرته الإبداعيَّة في الغناء الملتزم وتقديمه أغاني، ما زالت عالقة في أذهان الجمهور، وقدمت للأمسية التي حضرها جمهور نوعي من فنانين وملحنين وإعلاميين الفنانة التشكيلية بشرى سميسم التي بدأت حديثها قائلة «في الثمانينيات وفي ظهيراتها الهاربة من ظلال الحرب كان المذياع يستريح قليلا من قصف البيانات الحربية ليعتذر لنا بصوت محمل بالحنين العراقي الجريح، صوت قادم من سلالات داخل حسن وسعدون جابر وقحطان العطار، «وداعة عينك ما ندمان وما كلت الواحد خسران، قسمتنا ولازم نقبلها، مكتوب علينا الهجران»
هكذا كان وحيد علي وما زال  تجربة مهمة وشمت في ذاكرتنا ووجداننا علامة أبدية لجمال لا ينسى وهكذا كان أحد رموز الأغنية  الثمانينية، التي كانت مرحلة انتقالية بين أصالة الأغنية السبعينية ورصانتها وخفة التسعينية وتمردها، وله أكثر من خمسين أغنية عاطفية، من انتاج قسم الموسيقى والغناء في تلفزيون العراق».
المحتفى به وحيد علي أشار في بداية حديثه إلى أن «موهبتي بدأت منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وفي العام 1975 بدأت اشترك في برامج المواهب التي تقيمها إذاعة بغداد وصوت الجماهير من أجل استقطاب المميزين، والبداية الحقيقية كانت في العام 1984 عن طريق برنامج «أصوات شابة» الذي يرأسه الفنان الكبير فاروق هلال، من خلال أغنية «شال العزيز»  وهي للراحلة «مسعود العمارتلي»، وأضاف علي «تعاملت مع العديد من الشعراء والملحنين الكبار الذين أثروا مسيرتي الفنية».
الملحن كريم هميم قال «عندما أتكلم عن وحيد علي يعني أني أتحدث عن الخلق والتواضع، والأدب والالتزام، وحيد كان أحد أعضاء فرقة «الشباب النغمية» التي تأسست ومن ضمنهم كاظم السعدي وجمال عبد العزيز وكلفت في إدارة الفرقة، كما ضمت الفرقة أسماء شابة، منهم وحيد علي، عبد فلك، حسن بريسم، سعد عبد الحسين، فكانت من الفرق المهمة في تلك الفترة، وكانت أول أغنية لحنتها لوحيد هي «ردتك بس تجي» التي أعطى لها صوته خصوصية ووقاراً رغم عدم اقتناعي باللحن تماماً».
وتابع هميم «وحيد صوت مهم إلا إنه اختفى عن الساحة الفنية ويمكنني أن أبرر ذلك بسبب واقع الأغنية الآن، والسياسة لا تفسح المجال أمام الفنان الأصيل والملتزم كي يستمر».
بعدها أدى المحتفى به أغنية «ردتك بس تجي» التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
وبيّن الملحن كاظم السعدي أن «المحتفى به من أهم الأصوات بين جيله، فله امكانية صوتية مختلفة، وكانت أول أغنية انفرادية له في مهرجان المسرح الوطني العام 1981 عندما اعتلى المسرح وأبدع فيها ولاقى استحسان الجمهور ومن خلالها تأكد لي أن هذا الفنان له مستقبل في مجال الأغنية ويستحق المساعدة، حتى يكون اسماً مميزاً في عالم الغناء».
وتحدث كل من الدكتورة عواطف نعيم والفنان عزيز خيون عن المواقف الانسانية للمحتفى به وكيف وقف إلى جانبهما في ظرف مر بهما وكان فعلاً صاحب موقف لا ينسى.
بعدها أطرب المحتفى به الحضور بأغنية «كالوا يتانونه» التي نالت استحسان كل من حضر.
الصحفي والناقد الموسيقي سامر المشعل بيّن أن «للفنان وحيد علي خصوصية في جمال غنائه وهناك اضافة حقيقية للأغنية العراقية، بأنه قدم اللون الريفي الجنوبي الحديث وعلى الرغم من أن هناك مشاركة من قبل بعض الملحنين لتقديم هذا اللون إلا إنه تبقى هناك نبرة خاصة في صوت وحيد».
واضاف المشعل «قدم وحيد علي هذا اللون الحديث بطريقة تختلف عن الذين سبقوه، أي مثل ما كان يقدم في الأهوار ولا حتى من جاء من بعده كرعد الناصري ويونس العبودي، فهما ايضا لم يقدماه بطريقة وحيد فقد كانت له خصوصية في حداثة هذا اللون، لكن هذا اللون لم يعزز لأنه لم يستمر في هذا التدفق ولم يأت من ينسج على هذا المنوال بعده، ما قدمه المحتفى به  هو لون جنوبي نابع من الأصالة والتراث وقريب من أسماعنا، لكنه فيه شيء من المدنية والحداثة فكانت أغانيه قريبة ومستساغة من المستمع وهي ايضا نابعة من التراث
الميساني». كان مسك الختام للملحن الكبير محسن فرحان الذي اشار إلى أن «وحيد علي كان نجم شباك المطربين في بداياته بحيث هذه النجومية التي حصل عليها من خلال غنائه الجميل وتزاوج غنائه مع الغناء السومري والمدينة، وعندما بدأت تنتشر أغنياته بشكل كبير استقطبه المسرح وهذا الاستقطاب اثر عليه في مجال الغناء، فلم يعد يبحث عن الأغنية وهذا أحد أسباب ابتعاده عن الغناء».
في نهاية الجلسة قدم رئيس دار بابل للثقافات الشاعر علي الشلاه مجسماً لمسلة حمورابي للمحتفى به تثميناً لدوره الإبداعي.