تفوّق الرجال على النساء في صالونات الحلاقة

الصفحة الاخيرة 2022/03/02
...

 بغداد: نوارة محمد
تقف الفتيات في طابور طويل ينتظرن دورهن في الصعود إلى كرسي صالون الحلاقة، والعطور تفوح متناغمة وهي تمتزج برائحة مواد التجميل، بينما رائحة خصلات الشعر التي تتعرض لحرارة أجهزة تصفيف الحلاقين تعبق في المكان، علب مواد التجميل والماكياج تستقر على الطاولات وصدى أصوات الفتيات وهن يتبادلن الحديث ممتزج ببعض الأغنيات. 
 
وهناك تجلس زبونات أمام مرآة كبيرة تحت أيدي الرجال الحلاقين، كان الاطمئنان واضحاً على ملامحهن هذا ما شهدناه في أحد صالونات الحلاقة، فلم تعد ممارسة الحلاقة حكراً على النساء فقط بل على العكس من ذلك، أصبحت مراكز التجميل الأشهر في هذه الأيام تعود لرجال حلاقين..
وفي صدد الحديث تقول دانيا وهي إحدى الزبونات "أفضل الرجال الحلاقين، إذ عدا خبراتهم في فن التذوق واختيار ما يناسب الفتيات هم صبورون جداً في تحمل التقلبات المزاجية وصعوبة التعامل، وهم عدا هذا وذاك يتعاملون بمهنية عالية، وشخصياً أفضل عمل الرجال في كل متطلباتي، لاسيما في الاستشارات الطبية وعمليات التجميل."
الحديث عن مهنة كهذه وصالونات حلاقة نسائية يديرها خبراء تجميل من الرجال شائك، لا سيما أنها تسجل نسباً عالية، إذ بدأ عددٌ كبير من الفتيات يقبلن على تلك المراكز مبررات ذلك بأن لا مخاوف أو شكوك أو دوافع غيرة تنتابهن على أيدي الرجال الحلاقين.
تقول عبير: "الحرفية والمهنية أهم بكثير من الاختلافات الجنسية، وأرى أن الرجال ذوو نظرة جمالية أعلى في إبراز ملامح الجمال، واختياري للحلاقين من الرجال على أساس ثقة عالية، وشخصياً لا شكوك تراودني ولا خوف ينتابني، فضلاً عن تفوق الرجال على النساء في الذائقة باحترافية تعتمد أحياناً، لا بل دائماً على الذوق وفردانية الحلاق، بحسب تعبيرها. ويحدثنا أحمد وهو أحد مؤسسي المركز "قبل سنتين أو أكثر كان الإقبال على قسم المحجبات أكثر بكثير من باقي الأقسام التي يُشرف عليها الرجال، لكن هذا بدأ يقل شيئاً فشيئاً". 
ويتابع أن "تزايد الرجال الحلاقين، ربما يعود للانفتاح الذي نعيشه والذي لعب دوره في تقبل كلا الجنسين في بعض المهن، والحلاقة واحدة منها".
 ويضيف "لكن هذا نسبي، فرغم الأعداد التي تتزايد في الإقبال على المراكز التي يشرف عليها لا تزال كثيرات يفضلن حلاقات من جنسهن للحصول على كثير من الأريحية".
وفي هذه الظاهرة موجة شكوك تنتابنا مثل الكثيرين، منها هل  يعكس ذلك القبول الواسع مدى التقدم الذي نعيشه، لا سيما إن العادات المجتمعية والتزمت العرفي لا تزال جذورها مُسيطرةً على عقول الكثيرين، وسرعان ما بدأت مراكز التجميل دلالة على الترف والكثير من الهيبة وهذا ينطبق على المصممين وفي اختيار الفساتين.