العثور على وثيقة رومانية في لندن عمرها ‏‎ 2000 ‎‏ عام

الصفحة الاخيرة 2022/03/06
...

 اليزابيث لوندين
 ترجمة: شيماء ميران
في أكبر اكتشاف أثري روماني في بريطانيا العظمى على الإطلاق، عثر علماء الآثار على أكثر من ‏‎400‎‏ وثيقة تعود إلى القرن الأول، وتؤرخ الحياة الرومانية في لندن، ومن بينها أقدم مخطوطة يد يتم ‏العثور عليها في انكلترا، وتخبرنا هذه الوثائق عن قصة المركز الصاخب للتجارة الرومانية.‏
لقد تمكن باحثو متحف لندن للآثار من فك رموز سبع وثمانين وثيقة منها حتى الآن يعود تاريخها إلى
 ‏‎80-65‎‏ ميلادي، إنه اكتشاف مدهش، إذ تضم هذه الوثائق أقدم إشارة مكتوبة إلى لندن، أو كما كان ‏الرومان يسمونها «لندينيوم».‏
عُثر على هذه الألواح في مجرى والبروك المطمور، والذي كان وقت كتابة هذه الوثائق نهراً جارياً، طمرت ‏المياه هذه الوثائق في الوحل وبذلك بقيت آمنة من التعفن، إذ أدى الوحل في الأساس إلى تحجر الألواح ‏مثل الرماد الحافظ في بومبي. في الأصل، كانت الألواح مغطاة بالشمع وقد تكون كلماتها منقوشة بالقلم، ‏وبينما لم يصمد الشمع، فاخترقت بعض الكتابة الخشب. ‏
وبتقادم التاريخ، تم بناء لندن لأول مرة على يد الرومان عام ‏‎40‎‏ ميلادي تقريباً، وبعد خمسة وعشرين عاماً، ‏كانت المستوطنة مركزاً تجارياً صاخباً بالفعل، وبينما لا تذكر الألواح أي شيء عن الأطفال والنساء، لكنها ‏ذكرت معلومات عن شحن المشروب والطعام، ووثائق قانونية بشأن النزاعات بين التجار، وكانت إحداها وهي ‏أقدم الوثائق التي عُثر عليها في بريطانيا، عبارة عن سند دين ينص على «105 دنانير من سعر البضائع ‏التي تم بيعها أو تسلمها».‏
وبعد نقش هذا اللوح بفترة ليست طويلة، فقدت بريطانيا مكانتها مع روما، وعندما قرر مسؤولون رومان ‏عدم الاعتراف بحق بوديكا ملكة سلتيك في وراثة عرش زوجها، قرروا إهانتها بجلدها واغتصاب بناتها، ما ‏جعلها تقوم بتوحيد قبيلة سلتيك إيسيني مع القبائل المحيطة بها، والقيام بثورة في محاولة لتحرير بريطانيا ‏من الحكم الروماني، ودمرت ثلاث مدن وسوتها بالأرض، كانت لندن احداهن، التي دُمرت في تمرد سلتيك ‏عام ‏‎61‎‏ ميلادي، وبعد هزيمتها في نهاية المطاف وموتها تحت قوة الامبراطورية الرومانية الساحقة، تمت ‏إعادة بناء لندن بسرعة وافتتاحها للتجارة.‏
اليوم، الاكتشاف موجود بمتناول يد متحف لندن للآثار، والذي يواصل العمل على ترجمة الألواح الخشبية.‏
عن موقع هيستوري ثينغس