اليزابيث لوندين
ترجمة: شيماء ميران
في أكبر اكتشاف أثري روماني في بريطانيا العظمى على الإطلاق، عثر علماء الآثار على أكثر من 400 وثيقة تعود إلى القرن الأول، وتؤرخ الحياة الرومانية في لندن، ومن بينها أقدم مخطوطة يد يتم العثور عليها في انكلترا، وتخبرنا هذه الوثائق عن قصة المركز الصاخب للتجارة الرومانية.
لقد تمكن باحثو متحف لندن للآثار من فك رموز سبع وثمانين وثيقة منها حتى الآن يعود تاريخها إلى
80-65 ميلادي، إنه اكتشاف مدهش، إذ تضم هذه الوثائق أقدم إشارة مكتوبة إلى لندن، أو كما كان الرومان يسمونها «لندينيوم».
عُثر على هذه الألواح في مجرى والبروك المطمور، والذي كان وقت كتابة هذه الوثائق نهراً جارياً، طمرت المياه هذه الوثائق في الوحل وبذلك بقيت آمنة من التعفن، إذ أدى الوحل في الأساس إلى تحجر الألواح مثل الرماد الحافظ في بومبي. في الأصل، كانت الألواح مغطاة بالشمع وقد تكون كلماتها منقوشة بالقلم، وبينما لم يصمد الشمع، فاخترقت بعض الكتابة الخشب.
وبتقادم التاريخ، تم بناء لندن لأول مرة على يد الرومان عام 40 ميلادي تقريباً، وبعد خمسة وعشرين عاماً، كانت المستوطنة مركزاً تجارياً صاخباً بالفعل، وبينما لا تذكر الألواح أي شيء عن الأطفال والنساء، لكنها ذكرت معلومات عن شحن المشروب والطعام، ووثائق قانونية بشأن النزاعات بين التجار، وكانت إحداها وهي أقدم الوثائق التي عُثر عليها في بريطانيا، عبارة عن سند دين ينص على «105 دنانير من سعر البضائع التي تم بيعها أو تسلمها».
وبعد نقش هذا اللوح بفترة ليست طويلة، فقدت بريطانيا مكانتها مع روما، وعندما قرر مسؤولون رومان عدم الاعتراف بحق بوديكا ملكة سلتيك في وراثة عرش زوجها، قرروا إهانتها بجلدها واغتصاب بناتها، ما جعلها تقوم بتوحيد قبيلة سلتيك إيسيني مع القبائل المحيطة بها، والقيام بثورة في محاولة لتحرير بريطانيا من الحكم الروماني، ودمرت ثلاث مدن وسوتها بالأرض، كانت لندن احداهن، التي دُمرت في تمرد سلتيك عام 61 ميلادي، وبعد هزيمتها في نهاية المطاف وموتها تحت قوة الامبراطورية الرومانية الساحقة، تمت إعادة بناء لندن بسرعة وافتتاحها للتجارة.
اليوم، الاكتشاف موجود بمتناول يد متحف لندن للآثار، والذي يواصل العمل على ترجمة الألواح الخشبية.
عن موقع هيستوري ثينغس