قصة نجاح رجل الآثار على منصة تيدكس

الصفحة الاخيرة 2022/03/09
...

 ذي قار: نجلاء الخالدي     
كان الفتى عامر يحلم بأن ينقب ذات يوم عن كنوز مدينته الموغلة بالقدم ويميط اللثام عن آثار ومدن طواها النسيان وطمست تحت الأرض منذ مئات السنين.
 
وعندما تحول الحلم إلى حقيقة أطلق عامر عبد الرزاق العنان لمشاريعه التي خبأها بين دفاتر محاضراته منذ أن كان طالباً في كلية الآثار في جامعة بغداد، إذ لاقى نظرة من قبل أقاربه وأصدقائه بأنه أضاع وقته وجهده في دراسة تخصص ليس له مستقبل في سوق الأعمال وقد لا يساعده على توفير دخل جيد.
لم يحبط هذا الكلام عبد الرزاق الذي ظل مؤمناً بفكرة أن الإنسان بإمكانه أن يصنع أقداره وربما يمكنه أن يغير مسار التاريخ، كما فعل السومريون قبل أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد.
ويمضي عامر عبد الرزاق الذي انيطت به إدارة مفتشية آثار ذي قار في سرد قصة نجاحه التي بدأت قبل سنوات في مفتشية آثار وتراث ذي قار مرشداً ومستشاراً ومرافقاً لبعثات التنقيب الآثارية، قبل أن يطلق مشاريع كبيرة لتطوير المدن الأثرية والتي وجدت طريقها إلى التنفيذ وكلها تهدف إلى تحويل المدن الأثرية في ذي قار إلى قبلة عالمية للسياحة.
يقول عبد الرزاق لـ "الصباح": تخطيت الكثير من المصاعب حتى أصل إلى ما أنا عليه اليوم وأنا أرى أحلامي تزهر على أرض أور بعد أن ظن الكثيرون ممن أعرفهم أنها "أضغاث أحلام" يستحيل أن ترى النور في ظل الإهمال السابق للآثار، غير إني كنت أصم آذاني عن كلمة "مستحيل" كلما سمعت أحداً يرددها أمامي، وأعود إلى أدراجي بين معابد السومريين في أور وأتساءل كيف يضع أناس، حضارتهم ولدت قبل سبعة آلاف عام هذه الكلمة في قاموس حياتهم، وأمضي وأنا على يقين بأن تكون أور وأريدو يوماً ما وجهة سياحية للباحثين عن كنوز الحضارة من كل بقاع المعمورة، وسيصطف حول زقورة أور الشامخة آلاف الزوار المنبهرين بتلك الحضارة 
العظيمة.  ولتجربة عبد الرزاق الفذة والملهمة في مجال الآثار والسياحة رشحته منصة تيدكس العالمية التي تستضيفها مدينة الموصل هذا العام ليروي قصة نجاحه التي انطلقت من ذي قار ووصل صداها إلى كل العالم. 
يذكر أن تيدكس هي منصة عالمية، ومنذ انطلاقتها الأولى العام 1990 في مدينة كاليفورنيا يشارك فيها المؤثرون والملهمون حول العالم لسرد 
قصص نجاحهم من أجل إلهام الجمهور.