اسراء السامرائي
تكمن أهمية التعليم في رياض الأطفال قبل المدرسة من أنها المرحلة التي تتشكل فيها شخصية الطفل، والأساس الذي تبنى عليه مراحل النمو وهي الفترة التي تتكون فيها المفاهيم الأساسية وتعليم المهارات واكتسابها، فضلا عن دورها المهم في نبذ التربية السلبية التي يعاني منها بعض الأطفال في بيئة المنزل، من خلال غرس القيم الإيمانية وتكوين العادات الحسنة، بكسر حاجز الخوف والرهبة بالاندماج بمجتمع الروضة سواء مع المعلمات أو الأطفال.
وقالت مدير قسم رياض الأطفال في وزارة التربية نصرة رجب حسين لـ(الصباح): إن مرحلة الروضة من أهم المراحل التي تتكون فيها شخصية الأطفال ويزداد وعيهم التعليمي الى جانب السلوكي، اذ تعمل الوزارة بشتى الطرق للنهوض بواقع رياض الأطفال الحكومية من أجل تحسين نوعية التعليم فيها ومواكبته للتطورات الحاصلة في العالم.
خطة سنويَّة
وكشفت رجب عن إعداد خطة سنوية للنهوض بواقع رياض الأطفال الحكومية ببغداد والمحافظات للعام الدراسي الحالي 2021 ــ 2022، وتضمنت تبادل الخبرات التعليمية بين تربيات بغداد الست ومديريات التربية بالمحافظات.
استئناف
وأفادت بأن جائحة كورونا أثرت سلبا خلال العامين الماضيين في استمرار افتتاح رياض الأطفال واستقبالهم فيها بسبب انتشار وباء كورونا، حيث أغلقت حينها جميع الرياض الحكومية والبالغ عددها 765، بينما بلغ عدد الرياض الأهلية التي ايضا تم اغلاقها نحو 479 روضة أهلية، إلا أنه تمَّت بداية العام الدراسي 2021 - 2022 إعادة افتتاحها وسط اجراءات صحية ووقائية، مشددة على حرص سلامة الأطفال والملاكات التعليمية في رياض الأطفال، ويبلغ عدد الملاكات التربوية في رياض الأطفال في عموم البلاد ثمانية آلاف و 465، ونحو ما يقارب 210 ألف طفل بين بنين وبنات في عموم رياض الأطفال الحكومية والأهلية.
دروسٌ تدريبيَّة
وتابعت أنه تمّ إعداد برنامج خاص للمشرفين على رياض الأطفال ببغداد والمحافظات لإقامة دروس تدريبية للملاكات التعليمية في رياض الأطفال، خاصة بالتوعية الصباحية، والتربية الرياضية، والتغذية الصحية للأطفال في مرحلتي الروضة والتمهيدي، على اعتبار هذه المراحل الأساس في تعليم الأطفال المبادئ والمعلومات
الصحيحة.
برامج تنمويَّة
وأفادت بأنه تمَّ إعداد برامج تنمويَّة حديثة لرياض الأطفال تهدف الى التوعية الصحية وتطبيق الإجراءات الوقائية بطرق مبسطة وحديثة لسهولة تطبيقها من قبل الأطفال، لافتة الى أن الخطة ستعمل على تجاوز المشكلات التي تواجهها الملاكات التعليمية في رياض الأطفال، وستحدث تفاعلا بين الروضات ببغداد والمحافظات، الى جانب إعداد صحيح للسجلات المدرسية الخاصة بالأطفال في كل روضة، فضلا عن إدخال برامج حديثة للأطفال لتنمية قدراتهم ومدى استقبالهم للمعلومات العلمية والتربوية، من خلال الملاكات التربوية في رياض الأطفال مع التوعية بين الأطفال بأضرار جائحة كورونا بطرق مبسطة حديثة متطورة وتطبيق التباعد الاجتماعي.
قلة الدعم الحكومي
وطالبت بضرورة زيادة الدعم الحكومي من قبل الجهات ذات العلاقة والمنظمات المحلية والدولية، لدعم رياض الأطفال الحكومية بالبرامج والمستلزمات الضرورية لكون اغلبها تعمل بجهود ذاتية من قبل الإدارات والأهالي، والوزارة تعمل ضمن الإمكانيات المحدودة المتوفرة لديها.
القصص والفعاليات
الباحثة الاجتماعية في علم النفس أنوار القيسي أكدت لـ)الصباح)، أن بناء شخصية الأطفال وجعلها متميزة يتم من خلال تصميم قصص يشارك فيها الأطفال من شأنها تنمية القيم الأخلاقية لديهم مثل طاعة الوالدين، النظافة، التعاون، حب الوطن، احترام الكبير والعطف على الصغير، الصدق، والأمانة، الى جانب الاندماج الثقافي بين الأطفال داخل مجتمع الروضة، وتعليم هذه القيم يتم من خلال أفعال وحركات وأغانٍ وجمل قصيرة يتم استخدامها لايصال الفكرة المرجوة للطفل وطبعها في مخيلته، الى جانب تطبيقها في المنزل وهنا تكمن ضرورة التواصل بين الأهل وإدارة الروضة للاطلاع على المشكلات، التي قد تواجهها المعلمة مع الطفل لمعالجتها بطريقة متكاملة وصحيحة بعيدا عن العنف.
استثارة حواسه
من جانبها أفادت المشرفة التربوية لرياض الأطفال في مديرية الرصافة الأولى زاهية عبد الستار لـ)الصباح): بأن الهيئة التعليمية في رياض الأطفال تتبع برامج خاصة لبناء شخصية الطفل وتنمية قدراته، من خلال الرسوم ومعرض الدمى والفنون المسرحية والألعاب والفعاليات، لتوسيع مداركه واستثارة حواسه ليكون إيجابي في حياته من خلال خطط يومية تعدها معلمته من خلال انتقاء كلمات ايجابية لوصف الطفل لما لها أثار جيدة عليه لتعزيز ثقته بنفسه، الى جانب عدم مقارنته مع أقرانه الآخرين بسبب الفروق الفردية التي تؤدي الى ضعف الشخصية والانعزال.
مستمعٌ جيد
وأفادت عبد الستار بأن تتبع المعلمة سلوكا صحيحا في تعليم الأطفال، لكونها قدوته فهو يسمع ويطلق أفعالها ومواعظها داخل الصف وفي المنزل، وتكون مستمعة جيدة للطفل للاقتداء فيها، خاصة أن فترة الأربع والخمس سنوات هي فترة تطوير لغة الأطفال من خلال التحدث مع الآخرين.
استقلاليَّة
تشجيع الأطفال على الاستقلالية من خلال مجموعة من الألعاب التعليمية، إضافة الى تمرينات لتدريب الطفل على المهام الحياتية اليومية لديه بمفرده (ارتداء الملابس، تناول الطعام، إعداد الألعاب) لتخفيف وطأة الاعتماد على الوالدين بأمور حياته.