كيف تحولت أرتال الدبابات الروسية إلى أهداف سهلة للأوكرانيين؟

قضايا عربية ودولية 2022/03/13
...

 ترجمة: أحمد الموسوي
تظهر المناوشات العسكرية في الضواحي الشرقية للعاصمة الأوكرانية كييف، مدى قرب القوات الروسية، حيث تواصل إحكام الخناق على المدينة، لكنها في الوقت نفسه تكشف أيضًا عن نقاط الضعف الستراتيجية لهذه القوات، إذ توغل رتل من الدبابات الروسية على طول طريق سريع رئيسي إلى الشرق من كييف، الرتل كان يتقدم في بلدة صغيرة تحيطه المنازل من كلا الجانبين.
 
سرعان ما أطلقت القوات الأوكرانية قذائف مدفعية على القافلة الروسية، بينما نصب الجنود لها كمينًا بصواريخ مضادة للدبابات، تاركين خطاً من الدبابات المتفحمة المشتعلة.
تقع مدينة (بروفاري) على بعد 8 أميال فقط من مركز العاصمة كييف، وتوضح المناوشات أن القوات الروسية تواصل عملية التقدم باتجاه السيطرة على العاصمة، وهذه هي أكبر جائزة على الإطلاق في أي حرب.  ويواصل الروس، محاولتهم الاقتراب من كييف، مع مواجهات في الشمال الغربي والشرق، كانت في الغالب معارك ضارية متأرجحة للسيطرة على البلدات الصغيرة المحيطة.
لكن الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية في بروفاري يشير إلى نجاح القوات الأوكرانية في تذليل حدة التحديات الستراتيجية، إذ يقول محللون عسكريون، إن العثرات الستراتيجية أربكت القوات الروسية ومنعتها، حتى الآن، من السيطرة على معظم المدن الكبرى.
على الرغم من أن أعداد القوات الروسية تفوق تعداد الجيش الأوكراني بشكل كبير، كما أن لديها أسلحة متفوقة جدًا، إلا أن حجمها وهيكليتها تحتاج إلى استخدام الطرق المفتوحة في الغالب، وهذا ما يجعلها أقل قدرة على الحركة، وعرضة للهجوم من القوات الأوكرانية التي يمكنها شن ضربات مدفعية من مسافة عدة أميال، إلى جانب نصب الكمائن.
ويقول الباحث تور بوكفول في مؤسسة الدفاع النرويجية، وهي مؤسسة فكرية عسكرية: إن "تقدم الجيش الروسي باتجاه المناطق الحضرية الأوكرانية يعاني من التثاقل"، موضحاً "لست متأكدًا من وجود ستراتيجية واضحة للقوات الروسية في الوقت الحالي" .
في المقابل يذكر إيليا بيريزينكو، الجندي الأوكراني الذي شهد الهجوم الأوكراني على الرتل المدرع الروسي ، أن "الهجوم استهدف إصابة الدبابة الأولى والأخيرة في الرتل، على أمل محاصرة أولئك الموجودين فيها".  
 من هذا المنظور، فإن الضربة التي أشعلت فتيل القتال في هذه المنطقة التي تضم مجموعة من القرى، لا تزال مستمرة، وتمثل نجاحاً جزئياً للأوكران. ويظهر مقطع فيديو مسجل استهداف الرتل بكمين نفذته طائرة بدون طيار أطلقها الجيش الأوكراني، الأمر الذي يتوافق إلى حد كبير مع رواية الجندي بيريزينكو، إذ يمكن رؤية العديد من المركبات المدرعة الروسية وهي تبتعد، على ما يبدو، من دون أن تصاب بأذى، بينما يحترق البعض الآخر.
ويشارك المحللون العسكريون الجنود الأوكرانيين حيرتهم بشأن توقف التقدم الروسي نحو كييف حتى الآن.  وتقول ديما أدامسكي، الخبيرة في السياسة الأمنية الروسية، إن الأمر قد يكون وقفة مؤقتة، يتم فيها وضع ستراتيجية جديدة من قبل الروس.
 في اليوم الأول من الحرب، حاول الجيش الروسي تنفيذ غارة خاطفة على العاصمة باستخدام القوات الخاصة في وحدة النخبة المحمولة جوا. حاولت هذه القوات الاستيلاء على مطار شمال كييف، في بلدة هوستوميل، بهدف إنشاء منطقة انطلاق لهجوم سريع.
لكن القوات الأوكرانية أسقطت عددًا من طائرات الهليكوبتر، ما أدى إلى حالة من الفوضى لدى القوات الروسية، الأمر الذي دفع الجنود الروس الذين تمكنوا من الهبوط في المطار إلى الهروب إلى الغابات المجاورة، وفقًا لجنود أوكرانيين شاركوا في تلك المعركة.
عن صحيفة نيويورك تايمز