إدانة واسعة للاعتداء الصاروخي على أربيل

العراق 2022/03/14
...

 بغداد : محمد الأنصاري / طهران : محمد صالح صدقيان
 

أدانت الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في البلاد الاستهداف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة أربيل فجر أمس الأحد، وأكدت البيانات الرسمية رفضها المطلق لأي اعتداء خارجي يمس الأراضي العراقية ومن أية جهة كان، وبينما تبنى الحرس الثوري الإيراني عملية إطلاق الصواريخ الباليستية صوب أربيل، نفت حكومة إقليم كردستان مزاعم طهران بوجود مقرات لـ"الموساد" الإسرائيلي.  

وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، في تغريدة: إن "استهداف أربيل جريمة إرهابية مُدانة، وتوقيته المُريب مع بوادر الانفراج السياسي يستهدف عرقلة الاستحقاقات الدستورية بتشكيل حكومة مقتدرة".
وأضاف، "يجب الوقوف بحزم ضد محاولات زج البلد في الفوضى"، مشدداً على "ضرورة توحيد الصف لدعم القوات الأمنية وترسيخ مرجعية الدولة ومكافحة الإرهابيين الخارجين عن القانون"
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي: إن "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا"، وأضاف: "تابعنا مع الأخ رئيس حكومة إقليم كردستان تطورات الموقف، وستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم وسنتصدى لأي مساس بأمن مدننا وسلامة مواطنينا".
وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أن القوات الأمنية شرعت بفتح تحقيق بحادث القصف الذي استهدف مدينة أربيل.
ودان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الاعتداء على محافظة أربيل، وقال في تغريدة: إن "الاعتداء على أربيل هو استهداف وتعد على سيادة العراق وأمن جميع مواطنيه"، وأضاف أن الاستهداف "عمل مدان ويتطلب موقفاً وطنياً موحداً وحازماً لردعه ومواجهته".
إلى ذلك، دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي، خلال زيارته أمس إلى وزارة الدفاع، المؤسستين الأمنية والعسكرية لحفظ أمن البلد ومنع التهديدات الداخلية والخارجية، التي تستهدف ضرب سيادة العراق ومصالحه.
وتلقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الأحد، اتصالاً هاتفياً من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني جرى خلاله البحث بشأن ما حصل في أربيل.
وأضاف بيان لمكتب الصدر، أن "الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة تقصّي حقائق للوقوف على ذريعة وجود مقرّات إسرائيلية تمّ استهدافها في المحافظة".
وفي وقت سابق، طالب الصدر برفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة والسفير الإيراني بشأن الهجوم، وقال في تغريدة على "تويتر": "لا ينبغي استعمال الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية، ولذا كما ندين كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق. فإننا ندين أي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية ذات السيادة الكاملة"، وتابع: "ما يدعى بأن هناك مواقع اسرائيلية فيجب التحقيق فيه بأسرع وقت ممكن فلا يجب أن يستعمل حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه".
وتعرضت محافظة أربيل فجر أمس الأحد، لقصف صاروخي هو الأعنف من نوعه منذ سنوات.
وأدانت وزارة الخارجية، القصفَ الصاروخيَّ الذي طالَ أربيل، مؤكدة، أنَّ هذا الاعتداء هو "انتهاك لسيادة العراق".
وأكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أن استهداف أربيل يعد "سابقة خطيرة وانتهاكاً صارخاً لأمن واستقرار العراق وسيادته"، مطالباً "الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بالوقوف بجد على هذه الاعتداءات وبذل كل الجهود لكي لا يُسمح مرة أخرى بانتهاك سيادة واستقرار البلد وأمن مواطنيه وأمانهم".
كما دعت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب، على لسان المتحدثة باسم الكتلة فيان الدخيل، مجلس النواب، والجامعة العربية، والمجتمع الدولي، لعقد جلسات طارئة بشأن القصف الصاروخي الذي استهدف أربيل.
وبشأن المزاعم الإيرانية عن وجود مقرات للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" في أربيل، قال مجلس وزراء الإقليم في بيان: إنه "في ما يتعلق بالهجوم الجبان على أربيل، بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية، نعلن أن الموقع المستهدف كان موقعاً مدنياً"، وأضاف أن "هذا التبرير هو فقط لإخفاء هذه الجريمة البغيضة، وأن الدعاية التي يروج لها مرتكبو الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة"، ودعت، "الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة والبرلمان الاتحاديين والحكومة الإيرانية إلى التحقيق العاجل في هذه الهجمات والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة".
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان، استهداف أربيل بـ 12 صاروخاً باليستياً من خارج العراق، وأضاف، أن "الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق".
من جانبه، قال رئيس ائتلاف الوطنية، أياد علاوي: إن "القصف الصاروخي الذي استهدف أربيل مؤشر خطير عن حجم التدخلات الخارجية السافرة في العراق"، محذراً "من استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار".
ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، الهجوم الصاروخي الذي استهدف أربيل، داعية "العراقيين إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي عمل ينتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، أو يهدف إلى تقويض الاستقرار والوحدة".
ودان البرلمان العربي، ومصر والبحرين، وألمانيا، الاستهداف الصاروخي الذي تعرضت له أربيل.
وكان الحرس الثوري الإيراني تبنى في بيان رسمي، الهجوم الصاروخي البالستي على مدينة أربيل، وقال: إن "الهجوم جاء رداً على الاعتداءات الإسرائيلية"، وزعم البيان أن الهجوم استهدف مقراً متقدماً لـ"الموساد" الإسرائيلي.