سكان أقضية النجف: مناطقنا مهملة

العراق 2022/03/15
...

 النجف الأشرف: حسين الكعبي  
 
دفع ضعف مستوى الخدمات وقلة فرص العمل وتراجع القطاع الزراعي، سكنة اقضية محافظة النجف الأشرف إلى الهجرة نحو مركز المدينة، في ظل غياب الاهتمام بمناطقهم وعدم إيجاد مشاريع تنموية تشجع أبناءهم على البقاء. 
بالمقابل، ترى الإدارة المحلية في النجف بأن عدم كفاية الموازنات المالية وتدهور الزراعة في هذه المناطق، جعلت الخدمات المقدمة فيها دون المستوى المطلوب. 
وتضم المحافظة أقضية الكوفة، والمناذرة، والمشخاب، إلا أن الكثافة السكانية تتركز في مركزها بنسبة تزيد على 51 بالمئة.  وقال لفيف من سكنة تلك الأقضية لـ"الصباح": إن "المناطق البعيدة عن المركز تكون في الغالب مهملة وخدماتها اقل في مجالي الصحة والتعليم، وكذلك عدم وجود الدوائر الحكومية التي يحتاجها المواطن، الأمر الذي يجعل سكان تلك المناطق يفضلون الهجرة إلى مركز المدينة". 
واضافوا أن "معظم مشاريع الخدمات والبنى التحتية تتحقق بجهود شخصية، فعندما يصل شخص من هذه المناطق إلى موقع مسؤولية فإنه يعمل لتصل المشاريع الخدمية إلى منطقته".  ولفتوا إلى أن "معظم نشاطات الأقضية والنواحي زراعية، لذلك فهي تحتاج إلى مشاريع تخدم هذا القطاع".
بدوره، يرى حيدر حسين، الباحث في شؤون الآثار والتراث، أن "تطوير الأقضية والنواحي وانعاشها اقتصادياً لا يأتي من خلال الاهتمام بالزراعة فقط، فالكثير من هذه المناطق تحتوي على شواخص أثرية وتاريخية مهملة، وفي حالة الاهتمام بها ستتحول إلى مقاصد سياحية عالمية وتفتح لأبناء هذه المناطق آفاق عمل غير محدودة". 
وذكر أن "قضائي المناذرة والكوفة فيهما معالم أثرية وتراثية، منها ما يعود إلى آلاف السنين مثل آثار الفرس الفرثيين، وكذلك مملكة الحيرة من خلال المقابر والأديرة والكنائس المسيحية، وهناك معالم تاريخية تعود للدولة الإسلامية في الكوفة وغيرها من المناطق". من جهته، قال معاون المحافظ لشؤون الأقضية والنواحي عبد الحسين الشبلي لـ"الصباح": إن "الموازنات التي تخصص للأقضية والنواحي لا تكفي لرفع مستوى الخدمات بالشكل المطلوب، حيث ترصد بحسب الكثافة السكانية المعتمدة من قبل وزارة التخطيط".  وبين الشبلي أن "الخدمات ليست هي السبب الوحيد للهجرة إلى مركز المدينة، فمعظم القادمين إليها سكنوا في التجاوزات والعشوائيات التي تكون خدماتها دون المستوى المطلوب، بل يكمن السبب في توفر فرص العمل في المدن أكثر من الأقضية والنواحي التي تعتمد بالأساس على الزراعة".  وأشار إلى أن "تراجع القطاع الزراعي أدى إلى ترك أبناء الريف لأراضيهم والتوجه إلى العمل في المدينة كعمال بناء أو في المطاعم والمحال التجارية، وهناك نسبة كبيرة تطوعوا في الجيش والشرطة، لذلك أصبحت الزراعة أمراً ثانوياً في حياتهم". 
تحرير: علي موفق