الاتحاد الأوروبي يقيد روسيا بحزمة عقوبات «تاريخية»

قضايا عربية ودولية 2022/03/16
...

 موسكو: وكالات
 
أعلنت جمهورية دونيتسك المستقلة حديثاً، الحداد على أرواح مدنيين سقطوا نتيجة قصف أوكراني، وبينما أكدت موسكو أن خيار عودة هذه الجمهوريات للانضمام إلى أوكرانيا شأن يحدده سكانها، كشف الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات "تاريخية" ضد روسيا.
وشهدت مدينة دونيتسك، أمس الثلاثاء، حداداً عاماً على أرواح ضحايا القصف الصاروخي للقوات الأوكرانية الذي وقع أمس الأول الاثنين وأودى بحياة 21 شخصا، بحسب آخر إحصائية. وتوجه سكان المدينة إلى مكان الهجوم لوضع أكاليل من الزهور لإحياء ذكرى ضحايا القصف.
من جانبه، قال رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشيلين، إنه قد تم تحديد هوية كل المسؤولين عن هذا الاعتداء.
وأضاف في بث قناة "روسيا-24"، أنه " يوم الاثنين (أمس الأول) تم توضيح البيانات بناء على حقيقة أن لدينا الرقم التسلسلي للصاروخ ونوع الوحدة ومن هم القادة ومن أعطى الأمر على الفور، وما إذا كان هناك اتفاق مناسب وعلى التوالي بالقيادة... أي تم التأكد من جميع أسماء المسؤولين" .
وسقط أمس الأول الاثنين، بالقرب من دار الحكومة في وسط دونيتسك، صاروخ "توتشكا أو" الأوكراني، وأدى هذا القصف إلى مقتل 21 شخصا وإصابة 35 آخرين بجروح خطيرة. وقال بوشيلين الذي وصل إلى مكان الحادث إن الصاروخ الأوكراني كان يحمل ذخائر عنقودية. ويرى خبراء عسكريون أنه لو لم يتم إسقاط هذا الصاروخ من قبل قوات الدفاع الجوي لجمهورية دونيتسك لكانت المنطقة المتضررة تبلغ عدة كيلومترات مربعة.
في غضون ذلك، قالت قيادة القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك، إنه تم إنقاذ جميع عمال منجم "سكوشينسكي" للفحم في دونيتسك، الذين علقوا تحت الأرض بعد قصف أوكراني.
 وأضافت القيادة في بيانها: "بفضل الكفاءة المهنية لفرق الإنقاذ، تم رفع جميع عمال المناجم إلى السطح" .  
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت القيادة، أن 80 عاملا علقوا تحت الأرض بمنجم للفحم في دونيتسك بعد قصف من جانب فصائل مسلحة أوكرانية.
وذكرت أن القصف الأوكراني، تسبب بتعطيل عمل فتحات التهوية، ويقوم المختصون بأعمال الإصلاح والترميم.
إلى ذلك، صرح مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة للخارجية الروسية، ألكسي بوليشوك، أن القرار حول عودة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك إلى أوكرانيا يجب أن يتخذه سكان
الجمهوريتين.
وقال بوليشوك: "أعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان استقلالهما قبل سنوات طويلة من اعتراف روسيا بذلك. وتم اتخاذ هذا القرار في ظروف الحرب الأهلية التي شنتها سلطات كييف ضد سكان المناطق الشرقية للبلاد" .
وأضاف: "خلال 7 سنوات كنا نسعى لتنفيذ كييف لاتفاقيات مينسك التي كانت تهدف إلى العودة الحضارية لدونباس إلى أوكرانيا بشرط منحه وضعا خاصا ومراعاة حقوق ومصالح المواطنين"، وذكر أن دونيتسك ولوغانسك كانتا آنذاك موافقتين على ذلك.
وتابع الدبلوماسي: "وكان الوضع السياسي والاجتماعي يتطور بشكل مختلف في هذا الوقت. وكان سكان دونباس يواصلون عملهم على أساس القيم القديمة، بينما كانت كييف تقوم ببناء نظام نازي جديد ومعاد لروسيا. بعبارة أخرى قطعت سلطات كييف نفسها دونباس عن بقية أوكرانيا، وفي بداية هذا العام بدؤوا في التحضير للاستيلاء عليها بالقوة".
وأوضح: "تغير الوضع حاليا بشكل جذري. كانت روسيا مضطرة للاعتراف بسيادة دونيتسك ولوغانسك. وتم توقيع الاتفاقيات حول الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة. كما تم بطلب من الجمهوريتين إطلاق العملية العسكرية الخاصة الهادفة إلى حماية سكان دونباس من النازية ونزع السلاح في أوكرانيا" .
واستخلص بوليشوك: "لذلك أعتقد بأنه من الأفضل توجيه السؤال بشأن احتمال عودة دونيتسك ولوغانسك إلى أوكرانيا، إلى سكان هاتين الجمهوريتين أنفسهم".
وفي سياق متصل، أعلن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير، أن الموافقة على مجموعة جديدة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا تمت صباح أمس الثلاثاء.
وقال لومير قبل انطلاق قمة وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "ستتم الموافقة على مجموعة جديدة من العقوبات. لم يتم تبني مثل هذه الحزمة القوية من العقوبات في تاريخ الاتحاد الأوروبي. إنه قرار تاريخي. ستشمل هذه العقوبات أكثر من 600 روسي" .
وأشار أيضا إلى أن العقوبات ستشمل جزءا كبيرا من النظام المالي الروسي، مؤكدا أنه سيتم فرض حظر على تصدير سلع فاخرة من روسيا.