الصحافة العراقيَّة كما يراها علي الوردي

الصفحة الاخيرة 2022/03/16
...

زيد الحلي
 
مرتان توليت فيهما رئاسة اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين العراقيين، الاولى في العام  1986، والثانية في العام 1992،  وعن الثانية أتحدث، إذ كانت لنا مساء كل يوم سبت فعالية ثقافية وعامة، استأثرت باهتمام وسائل الإعلام، وكان التلفزيون يسجل معظم فقرات تلك الفعاليات، ليقدمها في برامجه الثقافية، ومن بين أعضاء اللجنة الشعراء: عدنان الصائغ، عبد الرزاق الربيعي، جواد الحطاب، عادل الشرقي، أمين جياد، عيسى العبادي، والشاعرتان أمل الجبوري ولهيب عبد الخالق، إلى جانب الزميلات: فردوس العبادي، منى سعيد، سوسن القيسي، والزملاء: كامل عويد، عبد القادر جبار، قيس بهنام وغيرهم، ومن الذين استضفناهم : د. علي الوردي، د. حسين علي محفوظ، عمو بابا، حميد سعيد، نوري الراوي، يوسف العاني، د. عصام  حويش، جلال الحنفي، سامي عبد الحميد، فيصل الياسري وحميد 
المطبعي ..
ومن استضافة د. علي الوردي، تذكرتُ شتيمته "المهذبة" لواقع الصحافة التي وجهها وهو يتحدث بعبارات سلسة، عميقة في فحواها ومعناها، إطارها الغمز واللمز، وهذا ديدنه المحبب في الحديث والنقاش، وخرج بعد كلام طويل متشعب، هازل، جاد، ضاحك، عبوس، بنتيجة لم يتوقعها الحاضرون، لحساسية الموقف والظرف آنذاك، إذ قال إن "الصحافة العراقية إذا لم تتحرر من الدولة وقيودها، فستبقى صحافة بلا تأثير، صحافة بلهاء، فلا هي تستطيع أن تقنع المجتمع بطروحاتها ولا يستطيع المجتمع أن يقنعها بما يرغب أو يشتهي هي والغربة سواء"، وأخذ الحاضرون من الزملاء، يتبادلون النظرات فقد بين لهم عالم الاجتماع الكبير، أنهم يعملون في صحافة لا تأثير لها ولم ينس، وهو يختتم حديثه بالقول هازئاً: إنكم في صحافة هذا الزمان تكتبون لكي تقرؤوا ما كتبتم وليس لأن يقرأ المجتمع لكم.
شتيمة الوردي المهذبة رضيّ الزملاء الأصلاء بها لأنها الحقيقة التي لا تزعل أحداً في حين رفض الطارئون هذه الشتيمة لأنهم لا يفقهون معنى الصحافة، إنهم موظفون ليس إلا، وهذه هي كارثة الكوارث التي ما زالت تعشش في وسطنا 
الصحفي.