حزب الله يُحذّر من رفض عروض المساعدات الإيرانية

قضايا عربية ودولية 2022/03/28
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
شكك مراقبون في أن يتلقف المعنيون في بيروت العرض الإيراني بتقديم الغاز والقمح وبناء محطتي توليد كهرباء في لبنان، وأن يبدوا الإيجابية بحيث تمضي طهران قدماً في عرضها، بينما أكد حزب الله أنه ""حينما يأتي العرض الإيراني ليؤمن الكهرباء للبنان، ويؤمّن المعونات من دون مقابل، ثمّ يَرفض بعض المسؤولين خلافاً لمصلحة النّاس هذا العرض، ويقبلون أن يبقوا في ظلّ العتمة والفشل والضّعف والهوان، فهذا يعني أنّهم يخشون من أميركا".
وهذه ليست المرة الأولى التي قدمت فيها طهران مثل هذا العرض، إذ سبقته بعروض أخرى في السنوات الماضية، غير أن المسؤولين اللبنانيين لم يتجاوبوا مع ذلك. وقد عللّ المراقبون تلك السلبية في ملاقاة العروض الإيرانية بالخشية من العقوبات الأميركية أو تجنب ردود فعل خليجية جراء تعقيد العلاقة بين طهران والرياض، وهو ما حدا بالكثيرين للمطالبة بتحييد لبنان عن الخلافات الدولية والإقليمية، والنظر لمصلحة لبنان لتجاوز أزماته، وفي السياق نفسه لفت رئيس المجلس التّنفيذي في "حزب الله" السيّد هاشم صفي الدين، أمس الأحد، إلى أنّ "لبنان يعيش أزمةً خانقةً على مستوى فقدان المحروقات، الّتي إن وُجدت تكون بأسعار مرتفعة جدًّا، وكذلك لا توجد كهرباء ولا مياه، وبالتّالي فإنّ الخطر الحقيقي الآن هو على الأمن الغذائي كالقمح والاحتياجات الضّروريّة مثل الدّواء، وهذه مشكلة في العالم كلّه وليست فقط في لبنان، ومضافًا إلى مشكلة العالم هي مشكلة لبنان القائمة، إذ إنّه يعيش هذه الضّائقة الّتي تضغط على كلّ اللّبنانيّين"، مبيّنًا في تجمع جماهيري أمس الأحد أنّ "الحكومة لأسباب عديدة، متعثّرة في خياراتها الّتي تعالج المشكلة الاقتصاديّة، وقد تكون المعالجات إن وُجدت نظريًّا تحتاج إلى زمن". وشدد على أنّه "حينما يأتي العرض الإيراني ليؤمن الكهرباء للبنان مع تسهيلات كبيرة، ويؤمّن المعونات من دون أن تطلب إيران في السّياسة شيئًا مقابل هذا العرض، ثمّ يَرفض بعض المسؤولين خلافًا لمصلحة النّاس والدّولة هذا العرض، ويقبلون أن يبقوا في ظلّ العتمة والفشل والضّعف والهوان، فهذا يعني أنّ البعض في لبنان يخشون من أميركا". 
وشدّد على أنّ " كلّ من رفض العرض الإيراني في تأمين الكهرباء، والمساعدة في تأمين المواد الغذائية، هو المسؤول الأوّل والمباشر عن كلّ ما يصيب اللّبنانيّين اليوم".
إلى ذلك أكد وزير الدّاخليّة بسام مولوي أنه " ينبغي إصلاح الخلل المرتبط بالجانب الداخلي في لبنان لإصلاح العلاقة مع الأشقاء في الخليج. ويجب أن نقرّ بأن الخلل سببه بعض المجموعات وبعض السياسات، وبعض المجرمين تجار المخدرات"، مضيفاً في حوار صحفي أمس الأحد: "لقد اطلعتُ على الورقة الكويتية ومضمونها القابل للتطبيق، عبر قرار صريح وحاسم بتنفيذ القانون والدستور والالتزام بقرارات
الشرعية الدولية. علينا ألا نستحي عندما نقول إنه يجب تطبيق قرارات الشرعية الدولية، لأن احترام الشرعية الدولية واجب، كما علينا التقيد بمقتضيات الشرعية العربية التي تؤمّن المظلة لكل تطور سياسي إيجابي في لبنان. يجب أن نُطبِّق قرارات الشرعية الدولية، وأن نستظلّ بالشرعية العربية"، وطالب مولوي "الحكومة بالالتزام بقرارات الشرعيّة الدوليّة وتطبيقها، وعلى الحكومة حماية السلم الأهلي وتأمين مقتضياته.
 المسألة ترتبط بالإرادة والفعل. قرارات الشرعية الدولية التي صدرت لحماية لبنان وأهله لا تُعَرِّض السلم الأهلي للاهتزاز"، مشيرًا إلى "أنّني عندما منعتُ المنتديات المسيئة لدول الخليج وأزلتُ صوراً ولافتات مسيئة للسعودية والإمارات في بعض المناطق، لم يهتز الوضع الأمني ولا السلم الأهلي. 
وعندما يكون المسؤول واضحاً وشفافاً وعادلاً لا خشية على السلم الأهلي" .