موسكو: وكالات
أعلنت موسكو أنَّ نتائج المفاوضات في اسطنبول أفضت إلى تقديم كييف ضمانات بالتزام الحياد بين روسيا وحلف الناتو، بينما عدَّ الحلف الغربي أنَّ التعاون بين الصين وروسيا قد يهدد دول الناتو.
وأوضح كبير المفاوضين الروس في المفاوضات مع أوكرانيا أنَّ حكومة كييف وافقت لأول مرة، خلال اجتماع عقد أمس الأول في اسطنبول التركية على تلبية سلسلة المطالب المبدئية المطروحة من قبل موسكو.
وقال رئيس وفد موسكو التفاوضي فلاديمير ميدينسكي، للصحفيين أمس الأربعاء: “أكد الجانب الأوكراني لأول مرة وبصورة خطية استعداده لتطبيق سلسلة الشروط ذات الأهمية القصوى لبناء علاقات طبيعية وآمل أن تكون مبنية على مبدأ حسن الجوار مع روسيا في المستقبل».
في المقابل، قال أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أمس الأربعاء: إنَّ تعاون روسيا والصين الوثيق قد “تكون له تداعيات على أمن دول الناتو».
وأضاف ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية “الناتو هو تحالف إقليمي يتركز نشاطه على أميركا الشمالية وأوروبا. ولكن الحلف يضطر لمواجهة تهديدات عالمية شاملة».
وتابع أمين عام حلف الناتو القول: “لا شك في أنَّ موسكو وبكين تعملان معاً بشكل وثيق، له تداعيات على أمن دول الحلف. في وقت سابق، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ بياناً مشتركاً ينتقد سياسة الأبواب المفتوحة لدى الناتو».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أنَّ الأزمة الأوكرانية كانت بمثابة انفجار للمشكلات الأمنية المتراكمة في أوروبا.
وقال وانغ يي أثناء لقائه نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في مدينة تونسي الصينية، أمس الأربعاء: إنَّ “القضية الأوكرانية لها أصول وأسباب تاريخية صعبة، وهي أصبحت انفجاراً لتلك الخلافات في مجال الأمن التي كانت تتراكم في أوروبا خلال وقت طويل».
كما دعا وانغ يي باسم حكومته لاستخلاص الدروس من الأزمة الأوكرانية وإنشاء آلية أمنية في أوروبا.
وأوضح “على المدى الطويل من الضروري استخلاص الدروس من الأزمة في أوكرانيا، وبناء مبادئ الاحترام المتبادل وعدم قابلية الأمن للتجزئة ومراعاة مخاوف جميع الأطراف في هذا المجال، وعن طريق الحوار والمفاوضات، إنشاء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، وبالتالي تحقيق النظام والاستقرار الطويل الأجل في أوروبا».
وأكد الوزير أنَّ بلاده “تدعم الجهود التي تبذلها روسيا والدول الأخرى لمنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق” في أوكرانيا.
وأشار إلى أنَّ بلاده تؤيد الجهود الروسية والأوكرانية الهادفة إلى مواصلة المفاوضات.
هذا وشدد الوزير الصيني على أنَّ الصين وروسيا تنويان تطوير التعاون بين البلدين في جميع المجالات، متابعاً أنَّ “رغبة الجانبين في تطوير العلاقات الثنائية أصبحت أقوى، كما أنَّ الثقة في تطوير التعاون في جميع المجالات أصبحت أقوى».
إلى ذلك، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أنَّ التصريحات الأميركية حول مسؤولية روسيا عن أزمة غذائية في أوكرانيا والعالم هي جزء من الحرب الإعلامية ضد روسيا.
ورداً على تصريح ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأميركي، بهذا الخصوص، كتب أنطونوف في صفحة سفارته على تطبيقات التواصل الاجتماعي “نعد تعليق شيرمان جزءاً من الحرب الإعلامية الأميركية ضد روسيا. ونعلن بكل مسؤولية أنَّ التلميح إلى أنَّ قواتنا المسلحة كانت تدمر البنية التحتية المدنية والسفن المحملة بالأغذية الموجهة للتصدير إلى دول أخرى لا يتفق مع الواقع».
وأشار أنطونوف إلى أنه نشأ في أوكرانيا وضع معاكس، إذ إنَّ المناطق التي يسيطر عليها الجيش الروسي يسودها السلام والهدوء. وأوضح، “مثال توضيحي على ذلك منطقة خيرسون، حيث قامت قواتنا بتنظيف أراض زراعية من الألغام، وبدأ السكان الاستعداد لموسم البذار».
وشدد الدبلوماسي على أنَّ العسكريين الروس لا يستخدمون الأسلحة إلا ضد المنشآت العسكرية الأوكرانية ويقدمون المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.
وتابع، “تم إيصال نحو 6 آلاف طن من الشحنات المناسبة وبينها المواد الغذائية والملابس ومستلزمات النظافة والمستحضرات الطبية. وسنواصل تقديم مساعدات مماثلة للمناطق الأوكرانية التي تم تحريرها من النازيين».
واتهمت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، سابقاً، روسيا بـ “قصف ثلاث سفن مدنية في الأقل، كانت تصدر البضائع من موانئ البحر الأسود” دون تقديم أي معطيات محددة أو أدلة.