العامري: لا تنازل عن الكتلة الأكبر من «الإطار والتيار»

العراق 2022/04/02
...

 بغداد: هدى العزاوي 
عقب ساعاتٍ من بيان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن تنازله عن مهمّة تشكيل الحكومة لغرمائه السياسيين في قوى الإطار التنسيقي ومنحهم مهلة 40 يوماً لتحقيق ذلك، أعلن رئيس تحالف الفتح هادي العامري أن لا تنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر من المكون الشيعي حصراً وأن تضم الإطار والتيار الصدري معاً، بينما جدد تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني تمسكهما بالتحالف الثلاثي الذي يضم إلى جانبهما الكتلة الصدرية.
وقال العامري في كلمة له بمناسبة "يوم الشهيد الفيلي"، أمس الجمعة: إنَّ "التزوير والتلاعب بالانتخابات كان قائماً واحترمنا قرار المحكمة الاتحادية"، لافتاً إلى أنَّ "التلاعب بنتائج الانتخابات هو الذي خلف الانسداد السياسي".
وأضاف أنَّ "التوافق والشراكة مبدؤنا في تشكيل الحكومة العراقية، وأكدنا ضرورة التفاهم لإيجاد مخرج في العملية السياسية التي بنيت منذ 2003 ولليوم على أساس الاتفاق والتوازن والشراكة".
وتابع، "لن نتنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر وحق المكون الشيعي في الحكومة ونُصِر على ضرورة تشكيل الكتلة الأكبر من الإطار التنسيقي والتيار الصدري والمستقلين".
من جانب آخر، وفي ما يتعلق بإمكانية تحقيق الإطار التنسيقي فقرات بيان الصدر، أوضح عضو تحالف الفتح النائب المهندس محمد البلداوي في حديث لـ"الصباح": "من حيث المبدأ الإطار يتدارس المبادرة، وليست المسألة أن نكون نحن أو لا يكون غيرنا، بل إنَّ المسألة أننا نريد الخروج من الأزمة ولا نريد التقاطع مع الآخر أو أن نسلب حقه". وأشار إلى أنَّ "مبادرة الإطار التنسيقي التي ستطرح هي عبارة عن اتفاق سياسي يجمع كل الكتل السياسية على مبادئ في التعامل في ظل هذه الأزمة وهذا الاختناق السياسي، وستكون بمثابة مشروع عمل بين القوى السياسية عن كيفية إدارة الدولة، وبناء الدولة لا يكتمل إلا بوجود الشركاء والمكونات".
بدوره، قال المختص في الشأن السياسي الدكتور حيدر سلمان، لـ"الصباح": إنَّ "من البديهي أنَّ جلسة الأربعاء الماضي اختلفت عن جلسة السبت، حيث من الواضح أنَّ التحالف الثلاثي تناقص عدد نوابه ومؤيديه بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية من 202 إلى 182، وبالتالي عزز ذلك موقف الإطار التنسيقي بزيادة عدد المقاطعين للجلسة".
وبين أنَّ "الصدر أدرك أنَّ رئيس الجمهورية لن يمرر من الديمقراطي الكردستاني، فقام بنقل المشكلة من ملعبه إلى ملعب الإطار التنسيقي بتغريدته الأخيرة".
وأشار إلى أنَّ "الإطار عاجز عن تقديم أي حكومة لأنَّ الأرقام بالنهاية أقل بكثير من التحالف الثلاثي، فإذا لم يستطع الأخير تمرير الحكومة فلن يستطيع الإطار ذلك، وبالتالي نحن أمام مشكلة انسداد سياسي ليس بها تنازلات لا الإطار قادر على تشكيل الحكومة ولا السيد الصدر يستطيع تشكيلها، بالتالي نحن نرى أنَّ الأمور تتجه إلى مرحلة غير مسبوقة في التأزم".
وأكد سلمان أنَّ "شهر رمضان سيكون فرصة للتفكير بالأمر مجدداً- بحسب تغريدة الصدر- لكن السيناريو الأقرب حالياً هو أنه إن لم يكن هناك تشكيل حكومة من الطرفين فمن الممكن أن يذهب الطرفان سواء الإطار التنسيقي والكتل المتحالفة معه أو التحالف الثلاثي أو غيره إلى انتخابات مبكرة، وهذا باعتقادي ما سيكون إن لم يستطع التحالف الثلاثي تكوين الحكومة ورئاسة الجمهورية تحديداً إو الإطار على النقيض من ذلك".
إلى ذلك، أعلن القيادي في ائتلاف دولة القانون عصام الكريطي، استمرار حوارات الإطار التنسيقي والتيار الصدري لإنهاء حالة الانسداد السياسي، لافتاً إلى أنه "وفق رؤيتنا للمشهد السياسي العام بأن الأمور تتجه إلى العقل والمنطق ويد الحوار من قبل الإطار وحلفائه ممدودة للجميع للخروج من عنق الزجاجة وإنهاء ملف الانسداد السياسي".
في المقابل، أكد تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، أمس الجمعة، تمسـكهما بتحالف "إنقاذ وطن" واستمرار الشراكة مع الكتلة الصدرية.
وجاء في البيان المشترك للسيادة والديمقراطي الكردستاني: "نثمـن موقـف الصـدر ومبادرتـه نـحـو الإسراع في تشكيل حكومـة قويـة تعمـل على معالجـة الملفـات المعقـدة التـي تواجـه الشـعب العراقـي، فإننا نؤكد تمسكنا بشراكتنا مع الكتلة الصدرية ولا يمكن أن تولد حكومة قوية من دون شراكتهم"، معلنين في الوقت نفسه تمسـكهما بـ"تحالف إنقاذ وطن باعتباره الأمل الذي ينتظره العراقيون".
وأضاف البيان، "نؤكد حرصنا على الحـوار الوطنـي البـنـاء مـع الجميـع بعيـداً عـن التدخلات الخارجيـة مـن أجـل الوصـول بالبـلاد إلى بـرّ الأمـان، وكذلك على تفاهـم واتفاق البيـت الشيعي على تسمية مرشح الكتلـة الصدريـة لرئاسـة مجلـس الـوزراء وطـرح برنامـج ومنهـاج وزاري ينسجم مع واقع البلاد ويحظى بتأييد المكونات والقوى الأساسية".
تحرير: محمد الأنصاري