موسكو: وكالات
أعلنت موسكو أنَّ الرئيس بوتين وجَّه بسحب قوات بلاده من محيط العاصمة الأوكرانية كبادرة لإعطاء فرصة للمفاوضات، وبينما استنكرت الحملة لطرد دبلوماسييها من العواصم الأوروبية، أقرت واشنطن بأنَّ روسيا عضو دائم في مجلس الأمن ولا يمكن سحب هذه الصفة عنها.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو من أصدر أمراً بسحب قوات الجيش من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية.
وأضاف بيسكوف في حوار مع قناة "LCI" الفرنسية، متحدثا عن انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف، أنَّ هذه بادرة حسن نية لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات، التي يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة.
وقال بيسكوف: "من أجل خلق ظروف مواتية للمفاوضات، أردنا أن نقدم بادرة حسن نية. يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس (فلاديمير) بوتين قواتنا بمغادرة المنطقة (منطقة كييف)".
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أنَّ ما تقوم به الدول الأوروبية من اضطهاد للدبلوماسيين الروس ليس سوى قطع هذه الدول لفرع الشجرة الذي يجلسون عليه. وتابع غروشكو، رداً على سؤال ما إذا كانت روسيا ستخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى دول الاتحاد الأوروبي، أنَّ الخارجية الروسية تقيم الوضع الراهن، إلا أنَّ موقفها لم يتغير، وتتبنى سياسة الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأوروبية.
وبشأن موقف الاتحاد الأوروبي من إمدادات الغاز الروسية قال نائب وزير الخارجية إنَّ الاتحاد الأوروبي يتصرف على نحو يفتقد المنطقية ويشترك في ابتزاز للطاقة على أساس المبدأ الطفولي: "نكاية في جدتي، سأدع أذني تتجمد".
وبحسب غروشكو، فإنَّ السوق العالمية ما زالت بحاجة إلى الغاز، وآسيا تتطور بسرعة، وكل التوقعات تشير إلى أنَّ احتياجات الغاز ستزداد. وتابع، "ما زالت بعض الدول الأوروبية تنطلق من مصالحها الوطنية، وسنكون على أتم الاستعداد للتعاون معها على أساس العقود والمبادئ التي تم وضعها على مدار السنين".
وأشار غروشكو إلى أنه "لم يخطر ببال أحد، حتى حينما وقعت الحروب (الباردة والساخنة) على مدى عقود، أن يستخدم التعاون في مجال الغاز كأداة للضغوط السياسية أو الاقتصادية". وتابع، "إذا كان شركاؤنا أكثر ذكاء، فسيهتمون بالطبع بالحفاظ على مثل هذا الوضع لأطول فترة ممكنة. ولكن الآن، في محاولة لممارسة أقصى قدر من الضغط على روسيا، يلجؤون في الواقع إلى الابتزاز في مجال الطاقة.
في المقابل، قالت المندوبة الأميركية في منظمة الأمم المتحدة إنه من غير الممكن استبعاد روسيا من عضوية مجلس الأمن الدولي التابع للمنظمة.
وأضافت في مقابلة صحفية أنه "تم إنشاء مجلس الأمن عقب قيام الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. إنها (روسيا) عضو دائم في مجلس الأمن. هذه حقيقة. لا يمكننا تغيير هذه الحقيقة".
في وقت سابق أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أنَّ استبعاد روسيا من المنظمة أمر غير ممكن وفقاً لميثاقها.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اقترح خلال كلمة توجه بها لمجلس الأمن الدولي، أن "يحل المجلس نفسه، أو يستبعد روسيا من عضويته".