موسكو: وكالات
انتقدت موسكو تصريحات الخارجيَّة السويدية عن تهديد محتمل قد تواجهه دولتها وفنلندا من قبل روسيا، فيما طالبت باريس بالتعامل بحذر مع ملفّ الحرب في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في حديث إلى إذاعة "سبوتنيك" أمس الأربعاء، في معرض تعليقها على كلام ليندي عن ضرورة منع روسيا من "تهديد السويد وفنلندا بأي شكل من الأشكال": "هذه التصريحات غير ذكية ولا تستند إلى أي حقائق وتأتي في مجرى الدعاية والاستفزاز".
وذكرت زاخاروفا أنه لا يمكن اعتبار تصريحات ليندي "رأياً مستقلاً"، مبدية قناعتها بأنها "لا تتماشى مع مصالح هذين الشعبين وتخدم المصالح الجماعية لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة".
وأكدت ليندي في تصريحاتها أنَّ السويد تنظر في جميع الخيارات المتاحة لتطوير علاقاتها مع الناتو، خصوصاً في اتصالاتها الدورية مع فنلندا.
وجاء هذا الكلام على خلفية التصعيد غير المسبوق بين روسيا والغرب بعد العملية العسكرية التي تواصلها موسكو في أوكرانيا.
وفي سياق متصل، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الروس والأوكرانيين بالشعبين الشقيقين، وامتنع عن وصف ما يجري بأوكرانيا بالإبادة الجماعية، مشيراً إلى أنه من الضروري الآن توخي الحذر في المصطلحات.
وفي معرض إجابته عن سؤال في مقابلة مع القناة التلفزيونية فرانس 2، حول ما إذا كان سيستخدم مصطلح "إبادة جماعية" عند الإشارة إلى ما يحدث في أوكرانيا، قال ماكرون: "سأكون حذراً مع المصطلحات اليوم، لأنهما شعبان شقيقان.. الروس والأوكرانيون شعبان شقيقان. ما يحدث هو جنون، هذه عودة إلى الحرب في أوروبا. ولكن في نفس الوقت أنظر إلى الحقائق وبشكل خاص في ماريوبول".
وكان الرئيس الفرنسي قد صرح في وقت سابق بأنه يعتزم إجراء محادثات مع فلاديمير زيلينسكي، وربما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام المقبلة.
في المقابل، أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، أنَّ قواته الأمنية لم تستطع مواجهة "الشياطين الناطقين بالشيشانية" خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكتب قديروف في صفحته على "تلغرام": "يشار إلى أنَّ الشياطين الناطقين باللغة الشيشانية ما زالوا غير قادرين على مواجهة مقاتلينا في المعركة. ويبحث الجنود الشيشان عنهم بشكل مكثف ويعطون إحداثيات مواقعهم آملين بأن يستيقظ ضمير الشيطان وسيظهرون أنفسهم بطريقة ما في الأقل".
وأضاف أنهم "ليسوا موجودين لا في اتجاه كييف ولا في اتجاه لوغانسك. لكن لحظة الحقيقة ستأتي بالتأكيد، عندما يحاسبهم مقاتلونا مثل الجرذان، بعد إخراجهم من جحورهم. إنَّ ساعة الحساب قريبة جداً، أيها الشياطين".
وتابع أنَّ العسكريين الشيشان يقومون حالياً بالتعاون مع الوحدات الروسية الأخرى ووحدات جمهورية لوغانسك، بعملية تحرير مدينة بوباسنايا في جمهورية لوغانسك ويفحصون كل منزل
ومبنى.
وأوضح، "إضافة إلى المهام العسكرية يقوم العسكريون بمهام رجال الإنقاذ وخاصة بإجلاء السكان المدنيين من المناطق المتعرضة لإطلاق النار من جانب القوات الأوكرانية ويقدمون لهم مساعدة طبية سريعة ونقل المصابين إلى المستشفيات ويزودونهم بالمستلزمات. ويتعامل سكان بوباسنايا مع العسكريين الروس بامتنان كبير ويرحبون بهم كمحررين متوقعين منذ وقت بعيد".
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنَّ أكثر من ألف عنصر في مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا لقواتها وجمهورية دونيتسك الشعبية في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، أثناء موجز صحفي عقده أمس الأربعاء: "في محيط مصنع الصلب باسم إيليتش في مدينة ماريوبول، نتيجة للتقدم الناجح للقوات المسلحة الروسية ووحدات شرطة جمهورية دونيتسك الشعبية، نزع 1026 عسكرياً أوكرانياً من لواء مشاة البحرية الـ36 السلاح طوعاً واستسلموا".
وأشار المتحدث إلى أنَّ بين هؤلاء العسكريين الأوكرانيين 162 ضابطاً و47 امرأة، مؤكدا أنَّ 151 مصاباً من هؤلاء تلقوا المساعدة الطبية الأولية في الموقع ثم نقلوا إلى مستشفى محلي للعلاج.
هذا وأكد كوناشينكوف أنَّ القوات الروسية خلال الليل الماضي دمرت بصواريخ عالية الدقة مطلقة من البحر والجو مستودعين كبيرين للأسلحة الصاروخية والمدفعية في محيط مدينة تشودنوف وبلدة سادوفويه، إضافة إلى تدمير أربع مروحيات (اثنتان منها من طراز "مي- 24" والأخريان من طراز "مي- 8") في مطار مدينة ميرغورود العسكري.
وذكر المتحدث أنَّ سلاح الجو الروسي شن غارات على 46 موقعاً عسكرياً في أوكرانيا، منها مركزا إدارة ومحطة رادارات في محيط بلدة بوروفويه، وراجمتا صواريخ، وأربع مناطق لتحشد آليات قتالية أوكرانية قرب بوروفويه وفي محيط بلدة بيسكي-رادكوفسكويه.
وتابع أنَّ الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرتين مروحيتين فوق قرية أفاناسيفكا، بينما قصفت القوات الصاروخية والمدفعية 693 هدفاً أوكرانياً، منها 676 تجمعاً للعسكريين والآليات القتالية و11 مركز قيادة وخمسة مستودعات خاصة بالإمداد المادي والتقني.
ودمر الجيش الروسي إجمالاً منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع، 130 طائرة و103 مروحيات و244 منظومة صاروخية مضادة للجو.