بغداد: محمد الأنصاري
دعت الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) إلى إنهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد كونها باتت أمراً مقلقاً، داعية إلى تحكيم لغة الحوار والتفاهم بين الكتل السياسية، وبينت أن تعطل الاستحقاقات الدستورية يمثل ظاهرة غير مقبولة.
وقال رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح خلال حضوره الاحتفالية التي أقامتها منظمة بدر بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيسها: إن "حالة الانسداد السياسي في إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر على الانتخابات باتت أمراً مقلقاً وغير مقبول، ويؤدي لو استمر لانزلاق البلد في أتون متاهات خطيرة".
وأضاف أن "هناك من يريد أن ينشغل العراقيون بصراعات داخلية تستنزف قوتهم وتضعف كيانهم ولا يمكن للعراقيين أن يقبلوا بذلك ولن يتنازلوا عن حقهم في دولة وطنية". وبين أن "تعطل الاستحقاقات الدستورية عن مواعيدها المحددة يُمثل ظاهرة خطيرة وغير مقبولة، ويؤكد ما ذهبنا إليه في رئاسة الجمهورية منذ عامين في الحاجة الماسة لتعديلات دستورية لبنود كرّست أزمات بدل حلها، وأبعدت المسافات بدل حلها".
وأشار إلى أن "الحراك السياسي يجب أن لا يتحول لخلاف يهدد المشروع الوطني في بناء الدولة وعلى كل الفرقاء طي الخلافات وإعادة الأمل لشبابنا واستعادة ثقة الشعب باعتباره مصدر شرعية الحكم".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن الشعب العراقي قلق من نتائج الانسداد السياسي، وقال الكاظمي خلال حضوره احتفالية منظمة بدر: "نعترف بأننا نعيش اليوم أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول وأحياناً نجتهد في ابتكار العوائق والانسدادات، وعلينا أن نعترف كذلك بأن شعبنا قلق من نتائج الانسداد السياسي بما يعرقل مسار حياته، فالشعب أوفى بعهده تجاه الدولة".
ولفت إلى "وجود أزمة سياسية في شكلها العام وخلاف دستوري وتضارب في تعريف إدارة الدولة"، موضحاً "أننا نواجه (أزمة ثقة) وليست أزمة دستورية وسياسية وحسب".
ولفت إلى أن "الشعب قلق، ولا يريد العودة إلى الوراء بصرف النظر عن المزايدات السياسية هنا أو هناك، لأن الشعب يعتقد أنه خطا خطوة إلى الأمام ويريد التقدم لا التراجع إلى الوراء، ولن يعود إلى الشرك الديكتاتوري والفوضى والصراعات العبثية".
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بكلمته خلال الاحتفالية: إن "الحكومة الجديدة ستشكل قريباً"، مشيراً إلى أن "مجلس النواب يمضي الآن بتشريع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية الذي تقدمت به الحكومة، بغض النظر عن الاعتراضات على شكلية إرسال هذا القانون، لكن مضمون فقراته تبنته القوى السياسية لإيجاد حلول بالتنسيق مع الحكومة".
بدوره، شدد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي، وقال في كلمته خلال الاحتفالية: إن "العراق يمر بظروف استثنائية يتحتم الخروج منها بحلول واقعية"، محذراً من "مخططات الأعداء ممن يريدون الايقاع بين الأطراف"، لافتاً إلى أن "النجاح المنشود في بناء الدولة لم يتحقق".