موسكو: وكالات
تعهَّد الرئيس الروسي بأنَّ بلاده ستضمن إحلال السلام في منطقة دونباس، وفيما جدّدت موسكو انتقاد مواقف الوفد الأوكراني المفاوض، حذرت من تبعات انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، خلال اجتماع شاركت فيه طفلة لجأت من مدينة لوغانسك إلى سيفاستوبول بعد أن صوَّت سكان شبه جزيرة القرم لصالح العودة إلى الحضن الروسي: “ذكرت أنَّ حياتك تغيرت بشكل ملموس منذ مغادرتك لوغانسك.. وللأسف تغيرت الكثير من الأمور كذلك خلال هذه السنوات في لوغانسك وجمهورية لوغانسك الشعبية، لكن للأسوأ، لأنه على مدى هذه السنوات الثماني استمرت هناك غارات وعمليات قصف مدفعي وأعمال قتالية، وبطبيعة الحال عاش الناس ظروفاً صعبة للغاية».
وأشار بوتين إلى أنَّ حياة سكان شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول كانت مختلفة تماماً عما كان في دونباس، مضيفاً، “لكن المأساة في دونباس وخصوصاً جمهورية لوغانسك الشعبية هي التي أجبرت روسيا على بدء هذه العملية العسكرية».
وجدد الرئيس الروسي التأكيد على أنَّ هدف العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو في 24 شباط الماضي يكمن في “مساعدة مواطنينا في دونباس”، مضيفاً، “سنتصرف تدريجياً وسنحقق وضعاً سيضمن تطبيع الحياة تدريجياً هناك وتغييرها نحو الأفضل كما حصل في حياته في سيفاستوبول».
وأعرب بوتين عن قناعته بـ”إحلال السلام في دونباس بفضل روسيا”، قائلاً: “هذا ما سيحدث!».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس الأربعاء: إنَّ روسيا سلمت أوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها جواباً.
وأشار المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي، إلى أنَّ الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغير موقفه باستمرار، مضيفاً أنَّ “ذلك بالنسبة لفعالية المفاوضات وجدواها بالطبع له عواقب وخيمة».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، قال بيسكوف: “الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني».
وأضاف بيسكوف، “لكنني أكرر مرة أخرى، وقد صرحنا بذلك باستمرار، أنَّ ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيئ، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إنَّ روسيا حذرت فنلندا والسويد من عواقب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو».
وأضافت زاخاروفا، “روسيا وجهت كل أشكال التحذيرات إلى السويد وفنلندا بشأن عواقب انضمامهما المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي».وتابعت، “لقد جذبت بروكسل، تحت رعاية الولايات المتحدة، السويد وفنلندا إلى هياكلهما لفترة طويلة، وتم اتخاذ تدابير مختلفة تحت ستار التدريبات لجذبهما فعلياً.. لقد حذرنا من ذلك بكل الطرق، سواء علنية أو من خلال (الاتصال) القنوات الثنائية. إنهم يعرفون ذلك، لذلك لا يوجد ما يدعو للدهشة. تم إبلاغهم بكل شيء، وإلى أين سيؤدي ذلك!؟».
في وقت سابق ، ذكرت صحيفة “ذب تايمز” نقلاً عن مصادر، أنَّ هلسنكي وستوكهولم يمكنهما التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو خلال وقت مبكر من الصيف المقبل.
وفي 14 نيسان، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف: إنَّ روسيا ستعزز حدودها الغربية إذا انضمت السويد وفنلندا إلى الناتو.
من جانب آخر نشرت وسائل إعلام عدة، استطلاعات رأي، أظهرت ارتفاع عدد مؤيدي انضمام السويد إلى الناتو..