بغداد: مهند عبد الوهاب
أشار مراقبون للشأن السياسي إلى أن التحالفات مازالت "بين مد وجزر" وتأخيرها ينطوي على العديد من الأسباب كونها ناشئة عن صراعات حزبية تعيد إنتاج نفسها بنفس الصورة منذ عام 2003 وأن فجوة الانسداد تزداد بين الفرقاء فيها، في وقت رجح سياسيون ظهور تحالفات جديدة في الأفق في ظل انشقاقات متوقعة بين التحالفات القائمة.
وقال النائب المستقل هادي السلامي لـ"الصباح": إن "التحالفات مازالت بين مد وجزر، والطريقة التي يتم بها التحالف منذ عام 2003 وحتى الآن لا تخرج عن صورة الصراعات بين الأحزاب، ولو اتفقت الأطراف الحزبية بينها لتم تشكيل الحكومة بشكل سلس ويسير".
وأضاف، أن "الحل يكمن في الضغوطات الشعبية والاحتجاجات بعد شهر رمضان، وربما تولد الضغط على الأحزاب كي تتفق على تشكيل الحكومة، لأن مقاليد الأمور بيد الأحزاب الحاكمة"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن "عدد النواب المستقلين قليل، وهم في المنطقة الغربية والموصل تحالفوا مع الأحزاب، كما أن بعضهم في الوسط والجنوب تحالف مع الأحزاب أيضاً وباتوا طرفاً في الصراعات السياسية", مضيفاً أن "الصراعات تأتي ضمن سباق الحصول على مكاسب ومناصب، وفي عام 2014 استمر عدم وجود حكومة ثمانية أشهر، ودائماً يتأخر تشكيل الحكومة، إضافة إلى التأخير ثلاثة أشهر في المصادقة على نتائج الانتخابات في الدورة الحالية بسب الصراعات الحزبية".
وبين السلامي أن "تحالف (إنقاذ وطن) يدعو إلى الأغلبية وهي خطوة جيدة نحو الأمام، لكننا كمستقلين نريد أن نتمكن من المعارضة، والمفارقة أن منصب رئيس مجلس النواب ونائبيه الأول والثاني لتحالف (إنقاذ وطن) فأصبحت الجهة الرقابية بيد من يدعي ويطالب بالأغلبية"، متسائلاً: "كيف للمعارضة أن تمارس عملها؟"
من جانبه، بين المحلل السياسي جاسم الموسوي في حديث لـ"الصباح"، أن "فريقي الإطار التنسيقي والتحالف الثلاثي يدور كل منهما حول نفسه، ولا توجد مبادرة حقيقية وواقعية تحلحل هذا الانسداد السياسي، وجميع المقترحات التي قدمت في البداية هي نفسها من دون تغيير".
وأضاف، أن "الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني يريدان لعب دور أساس في ائتلاف وليس الالتحاق –كما يريد لهما التحالف الثلاثي- والرهان بدأ منذ شهرين مضت على تفكيك أحد الطرفين للآخر، وهي معادلة صعبة وأسبابها لن تمنح الأريحية لأي حالة من الانسحاب الجزئي، وخصوصاً أن هذه التحالفات بنيت على مصالح جزء منها كردية وسنية وشيعية".
ولفت إلى أنه "في المقابل لن يتمكن الآخرون من أن يكسروا التحالف الثلاثي، فمثلاً الإطار غير قادر على أن يسحب الديمقراطي والسيادة بشقيه عزم وتقدم، وبالتالي فأن يوماً بعد آخر يزداد حجم الانسداد السياسي وأفق الحل بعيدة، ولا يوجد هناك من يستطيع أن يصنع مبادرة حقيقية لحلحلة أزمة كان يجب أن لا تفتعل في ظل نظام ديمقراطي تُحترم فيه قواعد نتائج الانتخابات بالشكل الذي يراعي فيه الجميع المصلحة العامة".
في ذات السياق، قال المحلل السياسي كريم الخيكاني: إن "الكثير من الانقسامات ظهرت في الآونة الأخيرة خصوصاً ما يتعلق بالتوتر الحاصل بين الحلبوسي والزاملي، وهو ما يؤكد عدم التفاهم بين التيار الصدري وتحالف الحلبوسي".
وأضاف أن "تحالف السيادة قد ينشق منه الكثير من النواب ويتوجهون نحو الإطار التنسيقي من أجل تكوين الكتلة الأكبر، خصوصاً إذا ضمنوا مجيء التيار الصدري نحو الإطار للتفاهم بشأن تشكيل الحكومة".
تحرير: محمد الأنصاري