أبوابنا مُشرعة للشيطان

العراق 2022/04/25
...

أحمد عبد الحسين
 
تأتيك الأنباء أنّ أجهزة الأمن ألقت القبض على رجل في أقصى غرب العراق وفي حوزته مليون حبّة مخدرة كان يروم تصديرها لبغداد، فيهولك الرقمُ ثم تقرأ بعد يومين فقط أنهم ألقوا القبض في بغداد نفسها على آخر يحمل ثمانية ملايين حبّة. الأرقام فلكيّة، تكشف عن أن هناك برنامجاً أُعد  له بعناية فائقة وبميزانية عالية "في الحقيقة ميزانية لا تقدر على إنفاقها إلا دولة" لجعل الجيل الجديد من العراقيين مدمناً.ليس في الأمر نظرية مؤامرة. شعوب بأكملها مُحيتْ عن بكرة أبيها بهذه الطريقة. الوافدون إلى أميركا فعلوا بالسكان الأصليين "الهنود الحمر" هذا ولا يزالون يفعلون، أركسوهم بالإدمان خمراً مجانياً ومخدرات إلى أن انقرضوا أو يكادون. دولٌ ومتنفذون أقوياء في الداخل العراقيّ صدمتهم احتجاجات الشباب والهمة العالية التي أبدوها لإخراج وطنهم من أفواه الذئاب والضباع، وهالهم أكثر وضوح الرؤية لديهم وتسمية أعداء العراق بأسمائهم الصريحة. وما من عاقلٍ إلا ويربط بين الخوف الذي سكن في نفوس المتنفذين داخلاً ومموليهم خارجاً و إغراق العراق بهذه الكميات المهولة من المخدرات. لا يمرّ يوم إلا ويمسك رجال الأمن تجار مخدرات مع بضاعتهم الشيطانية، لكنّ الأمر لا يتوقف أبداً، لأنّ هناك فيضانَ مخدرات يجتاح العراق؛ والهدفُ شبابه. والفيضان لا ينقطع لأن الأبواب مفتوحة على مصاريعها.تبدو أبواب العراق ـ منافذه بلا حرّاس، والحاويات التي تدخله لا تفتّش بعناية، بدليل أنّ هذه الموادّ المخدرة التي تأتي من مصانع الشيطان تدخل بالأطنان، وما من رقيب.تقريرنا على الصفحة الأولى من هذا العدد عن المنافذ الحدودية يكشف بعضاً من مخاطر عدم إيلاء هذه المنافذ اهتماماً يتناسب وخطورة ما نحن فيه.ليست المخدرات فقط هي ما يثير القلق. الخبراء الذين تحدثوا لنا في التقرير ذكروا أن تكديس الحاويات ذات البضاعة المجهولة لشهور عدّة ينذر بكارثة شبيهة بكارثة ميناء بيروت المأساوية.شياطين الإنس من الجيران وأهل الدار يتفننون في جعل العراق أخاً للفجيعة. وأفجع ما يمكن أن يحدث لوطن ما هو إدخال شبابه في غيبوبة عن أنفسهم إلى أن يكتمل برنامج الشياطين.
ومَنْ لا يحرس باب بيته فليستعدّ للخراب.