تقاطعات سياسية وعناد مستمر

العراق 2022/04/26
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
لا تزال حالة الانسداد والانغلاق تهمين وتخيم على المشهد السياسي، من دون أن يجد أقطابه شفرات الحل للخروج من عنق الزجاجة، لا سيما بين الإطار التنسيقي والتحالف الثلاثي الذي تشير ظواهر الأمور إلى أن وجهات النظر بين الطرفين مازالت بعيدة عن التقارب رغم المبادرات المتعددة من الطرف الأول.
 
وقال النائب عن كتلة "تصميم" النيابية غسان عدنان العيداني في حديث لـ"الصباح": إن "الانسداد السياسي ما زال يخيّم على العملية السياسية ولاسيما التحالفات بين الإطار التنسيقي والتحالف الثلاثي، ولا يوجد أي تقارب في وجهات النظر". 
وأضاف، أن "التحالف الثلاثي ما زال منطوياً على نفسه، ولم يشارك حتى الآن في المبادرات، وذلك انعكس سلباً على الواقع السياسي العراقي وأرسل رسائل غير مطمئنة بشأن عدم وجود أمل بالانفراج". 
وبيّن أن "الإطار التنسيقي يتحاور مع جميع الأحزاب والمكونات من أجل الخروج من الأزمة، وهو تحاور داخلي لا يؤثر في واقع العملية السياسية على الصعيد العام وإنما على الصعيد الداخلي للإطار", مؤكداً أن "الانفراج السياسي لا يتحقق إلا بوجود تفاهمات على طاولة حوار حقيقية بين التحالف الثلاثي والإطار التنسيقي". 
وأشار إلى أنه "لا بد من أن تكون هناك انفراجة، وهي مسؤولية الكتل السياسية في إبرام اتفاقات وتحالفات والإسراع بها لتشكيل الحكومة لأن عدم إبرام أي تحالفات أو اتفاقات سيؤثر في أبناء الشعب العراقي ولاسيما الطبقات الفقيرة التي تعاني  الكثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية". وألمح إلى أن "جميع المبادرات التي طرحها الإطار التنسيقي والسيد عمار الحكيم ما زالت لم تلق استجابة كاملة من التحالف الثلاثي، وهناك الكثير من الاجتماعات وتنمية المبادرات وتنضيجها", مشيراً إلى أن "الكتل السياسية تعلن تماسكها وهي رسائل للآخر عن مدى تماسكها وقوتها وعدم تخلخل مواقفها واهتزازها، وهو ما يشير إلى العناد السياسي والتمسك بالرأي وستؤثر في البلد بشكل عام". 
وأكد العيداني أن "تعطيل الدور النيابي أمر في غاية الخطورة لاسيما وأن الانتخابات قد مضى عليها 6 أشهر، وهو أمر غير مقبول، وعلى الجميع أن يحذر من تأخير التحالفات وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن", لافتاً إلى أنه "من الممكن أن تتفق  الكتل السياسية على صيغ محددة من شأنها أن تنهي الأزمة". من جانبه، رأى المحلل السياسي جاسم الغرابي، أن "تأخير التحالفات ألقى بظلاله على العملية السياسية والبلد برمته، وهو أمر على الكتل السياسية أن تحذر منه وتحافظ على روح العمل الديمقراطي من خلال تفاهمات محددة واتفاقات، ولا يمكن أن يقف حال البلد بهذه الطريقة". 
وأضاف في حديثه لـ"الصباح"، أن "التحالفات ما زالت في ركود ولا يوجد أي حراك سياسي واضح غير البسيط بين الكتلة نفسها داخلياً، وهو ما يؤثر بشكل سلبي في سير أعمال الدولة وإقرار القوانين منها الموازنة وغيرها من القوانين المهمة". ودعا الغرابي "الكتل السياسية لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي عطلت البلد، إضافة إلى تعطيل الدور الرقابي للبرلمان، وعلى الجميع أن يدرك أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة".
تحرير: محمد الأنصاري