نينوى: محمد البغدادي
بعدما خرجت ثاني أكبر محافظات البلاد من دمار شبه كامل استهدف بناها التحتية، نتيجة العمليات العسكرية وسيطرة تنظيم "داعش" عليها، تعود الأوضاع في محافظة نينوى لتتصدر الواجهة, فبعد المباشرة بعملية الإعمار والمشاريع الخدمية، يبرز الخلاف السياسي بين الأطراف المختلفة، خاصة بعد تخصيص مبلغ 800 مليار دينار لإعمار المحافظة المدمرة, في المقابل يعزو مسؤولون حزبيون توجه المحافظة إلى مزيد من الفساد المالي والإداري ومحاولات الاستفراد برغم تمثيلهم في مجلس المحافظة المنحل ومحاولة فرض سلطة الأمر الواقع.
وقال مسؤول مركز تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، نصر الله سورجي في حديث خص به "الصباح": " في نينوى كل شيء موجود؛ فساد إداري وتنافس حزبي، والقوي يأكل الضعيف وهذا أمر مفروغ منه، ولنضرب مثالاً ونحن بصدد تشكيل حكومة نينوى المحلية فأن قسماً من الأحزاب يريد الاستئثار بحصة الأسد فيها".
وأشار إلى أنه "ذهب في الأيام القليلة الماضية إلى محافظ نينوى وتحدث معه بموضوع تشكيل حكومة نينوى الجديدة، ولفت نظر المحافظ إلى أن لدى الكرد عضوين في مجلس المحافظة برغم عدم وجود مجلس لكن كتمثيل في المحافظة بحسب السابق عدد المقاعد الكلي 31 مقعداً، لا نريد أقل ولا أكثر لتمثيلنا في حكومة المحافظة المحلية دون انفراد جهة معينة لحفظ حقوق مكوناتها".
من جانبه، أوضح النائب عن نينوى شيروان الدوبرداني في حديث لـ"الصباح"، أن "في محافظة نينوى 249 مشروعاً اتفق على تنفيذها من قبل المحافظ ونائبيه، ومعاونية التخطيط والتطوير الريفي قسمت على المحافظة"، مشيراً إلى أن "هذه المشاريع مهيأة وكاملة قبل أشهر".
وتابع: أن "بعض المنظمات دخلت على خط المشاريع المنوي تنفيذها في المحافظة، ونحن بصدد استضافة منفذي المشاريع وقسم التطوير الريفي ولجنة إعمار الموصل والمنظمات في مكتب مجلس النواب في نينوى لنستعلم منهم عن كيفية توزيع هذه المشاريع ومن ثم إعلانها عن طريق المناقصة وليس عن طريق التنفيذ المباشر".
وكشف عن "تخصيص 200 مليار دينار لإعادة إعمار مطار الموصل القديم وبقية المبالغ توزع بين المشاريع الأخرى"، نافياً "وجود خلاف بين المحافظ نجم الجبوري ونائبيه بشأن المشاريع أو تقاطع في الصلاحيات وأن الأمور تجري بسلاسة". فيما رأى الناشط المدني سعد منصور في حديث لـ"الصباح"، أن "نينوى ضحية الفساد خصوصاً بعد تحريرها عام 2017، حيث صوّت البرلمان عليها كمحافطة منكوبة بعد الدمار الذي تعرضت له".وقال المنصوري: إن "ثلاث حكومات مرت على المحافظة بعد التحرير حتى اليوم كلها لم تقدم لمسات حقيقية لها ولأهلها، وعلى مدى خمس سنوات من التحرير تم استبدال الكثير من مدراء الدوائر لصالح جهات حزبية وسياسية، كما أن الانباء الأخيرة تُشير إلى عملية استبدال ستشهدها المحافظة لصالح جهة حزبية متنفذة". وأضاف، أن "أكثر من 800 مليار دينار حصلت عليها المحافظة من الأموال المجمدة بعد أن أطلقتها الحكومة المركزية لم تستفد منها المحافظة بشيء".
وبين أن "صفقة مجاري جانب الموصل الأيمن وحدها بلغت أكثر من 600 مليار دينار وهي الصفقة الأكثر فساداً لعام 2021 كما وصفها نواب عن المحافظة آنذاك، ولا تزال حتى الآن الكثير من أحياء الجانب الأيمن من دون مجار وبنسبة 60 ٪ وأكثر بحسب مختصين"، لافتاً إلى أنه "بحسب إحصاء نينوى فإن نسبة الفقر فيها تجاوت 40 ٪ عام 2021، بينما في هذا العام من المتوقع أن تصل إلى 50 ٪ في ظل الفساد المستشري فيها". وأشار إلى أن "حملة الإعمار في المحافظة التي أطلق عليها ثورة الإعمار الكبرى، لم تشمل سوى تعبيد شوارع المدينة وأرصفتها وبجانبها الأيسر فقط مع نسيان الأيمن كلياً".
تحرير: محمد الأنصاري