بغداد: مهند عبد الوهاب
أبدى مراقبون وسياسيون تفاؤلهم النسبي بفتح أبواب الحوار بين الأحزاب والكتل لحل الأزمة السياسية التي شلت البلاد، مبينين أن معطيات محلية وإقليمية ودولية ستكون سبباً بتغيير البوصلة لجميع القوى السياسية.
وقال النائب عن تحالف الفتح رفيق الصالحي في حديث لـ”الصباح”: إن “أبواب الحوار والتحالفات مشرعة باتجاه إيجاد حلول، لأن المعطيات المحلية والدولية تغير البوصلة السياسية لجميع القوى السياسية، وقد يتغير الانسداد إلى انفراج في أي لحظة».
وأضاف، أن “بعض نواب التحالف الثلاثي خرجوا من التحالف لأسباب خاصة بهم بشأن شكل تشكيل الحكومة المقبلة، ومن المحتمل أن تنفرج أزمة التحالفات بعد عيد الفطر المبارك».
وأشار إلى أنه “من المحتمل أن تكون هناك جلسة لمجلس النواب وقد تغير بعض الشيء من المشهد السياسي، لذلك ننتظر الانفراجة وحل الأزمة واستقرار البلد سياسياً بعد هذه الأزمة السياسية الطويلة».
ولفت الصالحي إلى أن “التحالفات ستأخذ مداها في تحقيق تشكيل حكومة قوية، وننتظر الانفراجة والاتفاق على صيغ التحالف ضمن الاستحقاقات الانتخابية».
من جانبه، بين المحلل السياسي جاسم الغرابي، أن “المشهد السياسي معقد منذ البداية، واعتقد أن التيار الصدري قد حسم أمره بحكومة الأغلبية ولا يمكن أن يتقبل أي وساطة”، واستدرك بالقول: “لكن قد تكون هناك في اللحظات الأخيرة تدخلات خارجية وداخلية تغير المشهد».
وأضاف الغرابي في حديث لـ”الصباح”, أنه “من الممكن أن تتدخل المرجعية وتضع بصمة لها في هذا الوقت، لأن الوضع الأمني المتردي وهجمات (داعش) الأخيرة جعلا الموقف يتأزم ويدعو للتدخل».
وأشار إلى أن “هناك مبادرات بسيطة قد تأتي أُكلها، والنتيجة ننتظر بعد العيد”، وبين أن “هناك تسريبات عن زيارة مرتقبة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إلى الحنانة، وإذا ما صح الخبر؛ سيكون هناك ذوبان للجليد بين الأطراف المتنازعة على الحكومة والكتلة الأكبر». إلى ذلك، رجح القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر البياتي، أن يشهد الشهران المقبلان جهوزية الحكومة التوافقية والتي تضم جميع القوى السياسية والمكوناتية.
وقال البياتي في حديث صحفي: إن “أي تدخل خارجي في تشكيل الحكومة وإدارة الدولة العراقية هو أمر مرفوض ولا يمكن القبول به خصوصاً في المواضيع الستراتيجية والعلاقة مع باقي الدول، وقد لمسنا في الفترة الأخيرة تدخلات من النوع غير المنسجم مع الواقع العراقي ومحاولات جر العراق إلى حالة من التوتر».
وأضاف أن “الوضع بعد أن فشلت مرحلة إقصاء طرف داخل مجلس النواب، وقناعة الجميع بأهمية الحوار والتوافق، تغير بشكل كبير حيث أن هناك آراء لجميع أطراف التحالف الثلاثي تختلف عن تلك الآراء التي طرحت في المراحل الأولى”، لافتاً إلى أن “هناك انفتاحاً داخل المكون السني وحديثاً داخل المكون الكردي وانفتاحاً آخر داخل المكون الشيعي وتحديداً التيار الصدري ما يجعل الأجواء تتجه نحو الحل».
تحرير: محمد الأنصاري