مستقبل العلاقات بين موسكو والغرب

آراء 2022/05/11
...

 كاظم الحسن 
 
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت نظرة الغرب إلى روسيا، فيها الكثير من حسن الظن في أن تتبع موسكو، المسار الليبرالي الغربي وكانت الخطوات الواعدة، هي انضمامها إلى منظمة الدول الصناعية السبع، كبادرة حسن نية من هذه الدول الصناعية الكبرى، وبدأت المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في مجال الطاقة والتكنولوجيا بين الغرب وروسيا على تحقيق ما سمي (السلام الرأسمالي)، على أساس أن العولمة، سوف تجعل الاقتصاد يتقدم على السياسة ومن ثم سوف تقبل روسيا بخارطة العالم الجديد وتتفاعل مع الطريق الليبرالي. هذه السياسة كان ثمنها هو زحف العالم الغربي إلى تخوم روسيا وأخذت الدول، التي كانت تحت مظلة الاتحاد السوفيتي، تتسارع في انضمامها الى حلف الناتو وهو ما اعتبره بوتين تهديدا للأمن القومي الروسي ومحاولة لمحو الثقافة الروسية، ولأول مرة نسمع هستيرية في التصريحات الروسية باستخدام الاسلحة النووية، وأن موسكو قادرة على تدمير حلف الناتو خلال دقائق.
وفي احتفالات يوم النصر على النازية قال بوتين: إن الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم، لكن روسيا مختلفة عن باقي الدول. يبدو أن بوتين قد أعدَّ نفسه لتحديات الحرب جيدا، واستطاع مواجهة العقوبات والضغوط الاقتصادية الغربية، بل أن النتائج قد انقلبت على الساحر، ففي الوقت الذي تفاخر بايدن بانهيار الروبل لبعض الوقت، عادت العملة الروسية الى طبيعتها، بعد اجراءات الرئيس الروسي، في رفع سعر الفائدة وتهديد ما سمي (الدول غير الصديقة)، بدفع ثمن الطاقة بالروبل الروسي، بينما ظهرت مؤشرات التضخم في الدول الغربية، وقد حذر وزير الخزانة الأميركي، من خطورة حظر الغرب لامدادات الطاقة الروسية، التي سوف تشعل الأسعار في العالم وتؤدي إلى أزمة عالمية. كل هذا يشير إلى أن  الصدام بين الطرفين، ليس من مصلحة العالم، ولا بد من اختيار الدبلوماسية، كطريق لحل الصراع في اوكرانيا وأن التصعيد لا يجدي نفعا، في مثل هذا الوقت العصيب في العالم، الذي ظهرت فيه بوادر أزمة غذاء عالمية، تضررت منها العديد من الدول.
لكن لا بد أن نعترف ان علاقة الغرب بروسيا لن تعود الى سابق عهدها، لا سيما أن الرئيس الروسي قد مدد ولايته في الحكم لىسنة  2034 وهذا يجعل  من ظهور رئيس جديد لروسيا، امرا مستبعدا في الوقت الحالي وقد تكون الرواية الروسية حول (النازية الأوكرانية)، مقنعة بالنسبة لمعظم الشعب الروسي ولكنها سببت عزلة لموسكو وظهور تنمر ضد الروس القاطنين في أوروبا، بسبب الدعاية الغربية ضد وحشية الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.