سؤال واحد

الصفحة الاخيرة 2022/05/11
...

حسن العاني
• لا أعتقد أن أياً من الانتخابات التي شهدها العراق منذ تغيير (2003) قد حظيت بالتطبيل والتصفيق والتزمير والتوصيفات الفخمة، مثل الذي حظيت به آخر انتخابات إلى الحد الذي قال عنها أحد الفضائيين (أعني مدمني الظهور على الفضائيات) بأنها (عروس الانتخابات)، وهذا التعبير كما يذكر الطاعنون في العمر مثلي مقتبس من تعبير قديم يعود إلى عام (1963) يوم أطلق قادة شباط مصطلح (عروس الثورات) على انقلاب الثامن من شباط قبل 58 سنة تقريباً.
على أية حال، ما أن هدأت الضجة وتوقفت طبول التطبيل حتى بدأ المحللون السياسيون بدون استثناء، والنواب والمؤيدون والمعارضون والمستقلون والحزبيون وأطراف العملية السياسية جميعهم بلا استثناء يصفون عروس الانتخابات بأنها حققت (أدنى) نسبة في أعداد المواطنين الذين توجهوا إلى المراكز الانتخابية، وقبل ذلك أجمع الجميع بدون استثناء، على أن الانتخابات السابقة (العروس) حققت (أعلى) نسبة من التلاعب والتزوير وتوظيف المال الفاسد والتهديد.. الخ.  
أنا لست معنياً بالوقائع الغريبة التي رافقت الانتخابات السابقة، ما يهمني إلى حد الأرق سؤال واحد: إذا اعترف الجميع، محللون وسياسيون ومسؤولون بأن الانتخابات تعرضت إلى تلك الانتهاكات التي أنجبت بالضرورة نسبة عالية من الأشخاص في شتى مواقع المسؤولية من غير وجه حق ولا استحقاق، فلماذا لم تتم محاسبة (نفر) واحد بغض النظر عن عنوانه في المفوضية أو خارج مفوضية الانتخابات؟!
• لا تقع في دائرة معلوماتي ولا ذاكرتي أن هناك كلمة واحدة نالت من الحب والاهتمام والعشق، كما نالت من الدجل والنفاق والمتاجرة مثل كلمة (الوطن)، وبعيداً عن المنافقين وتجار الأوطان، تبقى هذه المفردة رفيقة طفولتنا ومدرستنا وأناشيدنا، ويبقى الوطن عنواناً للعمل والتضحية والعطاء والفداء.. والجيش سور للوطن الذي هو واحد من أكثر العناوين التي تبنتها مئات الأحزاب والمنظمات والصحف ووسائل الإعلام،  وهو أسمى ما أستشهد من أجله المناضلون الحقيقيون الذين لم يطلبوا درهماً ولا امتيازاً عن نضالهم.. إنه أحلى ما أنشده الشعراء وتغنى به المطربون والوطن .. الوطن.. وسؤال واحد يؤرقني: تحت أي وصف من الأوصاف وصفت الكهرباء نفسها بالوطنية؟!