وقال مالك السيارة سعد جاسم إن “السائح الإيطالي شاهد السيارة مركونة في باب داري القريبة من مدينة بابل الأثرية، واقتناها بمبلغ خمسة وعشرين ألف دولار وشحنها إلى بلده”.

كان يمكن لمالك السيارة أن يرفع السعر في حال الدخول في مفاوضات لبيعها لكنه رفض، كما يضيف “ليس من باب الحصول على مبلغ أكثر، وإنما حرصاً على وصية والدي الذي أوصانا بعدم بيع السيارة التي اشتراها عام 1981”. 

السيارة كانت وسيلة لمعيشتنا لعقدين من الزمن وما زالت تعمل لغاية الآن لكن من دون ضغط ونستخدمها فقط بنقل ملاك معلمات من المنطقة إلى مدارسهن وبالعكس، ويتابع أن “مبلغ الأجر الذي نحصل عليه نستخدمه لغرض صيانتها، ولهذا السبب هي محط أنظار المارة ومقتني السيارات القديمة”. 

 ويقترح سعد جاسم على هيئة السياحة والآثار إقامة معرض دائم لجمع تلك السيارات التي تعبر عن تاريخ بابل الحديث، والذي لا بد له أن يتواصل مع الماضي خاصة أن المدينة الأثرية أصبحت قبلة للزائرين، فضلاً عن مهرجان يقام سنوياً ومعرض دولي للصناعات. 

ويرى أنه يمكن الاستفادة من المساحات الشاسعة على نهر الفرات في إقامة المعرض الدائم للمقتنيات الأثرية ليس فقط على مستوى السيارات بل على مستوى الأسلحة والملابس والمواد المنزلية. 

 من جهته قال نقيب السياحيين في بابل فائز سعدون الراوي إن “مقترح إقامة معرض تراثي دائم هو قيد الدراسة من حيث تهيئة الأرض وتحصيل الموافقات اللازمة من وزارة الثقافة”. وأضاف أن “النقابة تبحث عن داعمين لهذا المشروع الحيوي، إذ هو بحاجة إلى أموال لإنشاء بعض البنى التحتية للطراز القديم الذي يتناغم مع شكل المدينة الأثرية، ونتحرك بهذا الاتجاه مع منظمات تهتم بالآثار والسياحة”.