الناتو والعسكرة المفتوحة

قضايا عربية ودولية 2022/05/16
...

علي حسن الفواز
فتحُ جبهاتٍ جديدة في "حلف الناتو" قد يضع سياسة العسكرة على  الأبواب، وسيضع الأمن الأُوربي أمام رهاناتٍ صعبة، إذ سيجد الروس في استعدادات فلندا والسويد للانضمام إلى الحلف  تهديدا حقيقيا لأمنهم الستراتيجي، مثلما سيجد الغربيون فرصتهم في تسخين الحدود على الجبهة الروسية، وفتح جبهات أخرى للحرب، والعنف، وللذهاب بخيارات المواجهة إلى أقصاها.
مناقشة هذا الانضمام تصطدم بمعارضة تركية، وسياسة القبول في الحلف تتطلبُ موافقة جميع أعضائه، وهذا ما يجعل خيارات تلك الدولتين صعبة، ليس لطبيعة العلاقة المعقدة بين تركيا وهذه الدول، بل لأن تركيا ستجد نفسها أمام واقعٍ جيوسياسي معقد، لاسيما في سياق خصوصية علاقتها مع روسيا، وقلقها من أنّ توسيع ساحة الصراع وامتداده، سيكون على حساب مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية.
تغويل السياسة وعسكرتها في الحرب الأوكرانية، يقابلهما الخوف من أن تتحول تلك الحرب إلى لعبة "كسر عظم" بين الولايات المتحدة وروسيا، وهذا ما قد يدفع إلى دخولها مرحلة "التجهيز النووي" أو التلويح بها، وأحسب أن الاتصال الأخير بين الجنرال لويد أوستن وزير الدفاع الأميركي ونظيره الروسي سيرغي شويغو يكشف عن الخشية من تداعيات استمرار الحرب، وانعكاسها على "الأمن الدولي" والدعوة إلى إبقاء الاتصالات مفتوحة بين البلدين
النوويين.
هذا الاتصال قد لا يدخل في سياق العسكرة، بل بالبحث عن حلول سياسية، وربما في مناقشة إمكانية رسم خارطة طريق، لوقف إطلاق النار، وللاتفاق حول حدود عسكرة "حلف الناتو، وحتى استمرار الحرب في أوكرانيا، إذ باتت المعطيات أكثر خطورة، وأكثر تهديدا للعالم، وللأمن الغذائي والأمن النفطي، ولما يتداعى معها من أزمات اقتصادية صعبة، يمكن أنْ تُهدد العالم بموجاتِ تضخمٍ غير مسبوقة، وبمجاعاتٍ من الصعب السيطرة عليها، لاسيما في الدول الفقيرة، والتي تعتمد في اقتصادياتها على المساعدات الدولية.