انطلاق {كان} 75 بحضور معقول للسينما العربية

الصفحة الاخيرة 2022/05/22
...

 متابعة: سينما
 
 في عالم محتقن لم يتعافَ تماماً من الوباء، وألقت أزمة أوكرانيا ظلالها القاتمة عليه، انطلقت فعاليات مهرجان كان السينمائي بدورته 75، للفترة من 17 إلى 28 أيار الجاري، بحضور لم تشهده دورات المهرجان لأكثر من ثلاث سنوات. 
"كان" الذي تأسس في أواسط الثلاثينيات كرد فعل على تدخل السياسة الفاشية السافر في أعمال مهرجان البندقية الإيطالي الأكثر عراقة، أُريد له أن يكون مستقلاً وسوقاً حيوياً للأفلام، فضلا عن كونه تظاهرة ثقافية كونية، وفعلا حافظت إدارات المهرجان المتعاقبة على هذه المعايير، إذ عرضت فيه أهم أفلام السينما العالمية ومدارسها المتنوعة، بعيداً عن هوليوود ومقاساتها التسويقية، فخرجت من معطفه أهم مدارس السينما المعاصرة وأكثرها ابتكاراً، ومنها: الموجة "الفرنسية الجديدة"، و"السينما المستقلة" وغيرها، لكن هذه الدورة، خيبت آمال محبي هذا المهرجان ومريديه من نقاد السينما وصناعها وجمهورها العريض، فقد تفاجأ المحتفلون بالرئيس الاوكراني فولوديمير يطل عليهم من شاشة المهرجان الكبرى عبر بث مباشر يحث صناع السينما على محاربة الغزو الروسي، مستشهداً برسالة شارلي شابلن في فيلم الدكتاتور التي مفادها: "أن الطغاة يموتون لكن الحرية تبقى"، قبل ذلك قاطعت إدارة كان75 السينمائيين الروس وأفلامهم، ومن جهة أخرى حافظ المهرجان على المعايير الكلاسيكية للمشاهدة، مبعداً أفلام المنصات التي هيمنت على الإنتاج العالمي بسبب الوباء.
ببهجة وحبور وتوق إلى الأجواء الاحتفالية توافد نجوم السينما الفرنسيون والعالميون، وأبرزهم رئيس لجنة التحكيم الفرنسي فينسينت ليندون إلى جانب جوليان مور، وايفا لونجوريا، وفورست ويتكر الذي حظي بالسعفة الذهبية لمجمل أعماله، وعضوا لجنة التحكيم الإيراني أصغر فرهادي، والممثلة الهندية ديبيكا بادكون، التي تألقت مع نجمات بوليوود الجميلات في هذه الدورة التي توجت الهند بلد شرف في المهرجان. 
 نسخة كان 75 التي يتنافس عليها 21 فيلماً، أربعة منها فاز مخرجوها بالسعفة الذهبية سابقا، منهم: الأخوان داردينمن بلجيكا، والسويدي روبن اوستلند، والياباني هيروكارو كوري إيدا، والروماني كريستيان مونغيو. 
نجوم غابوا كثيرا عن "كان " عادوا بقوة هذه السنة منهم توم كروز الذي أطلق عليه بعض الصحفيين الطرفاء عودة الابن الضال، ليشارك في عرض فيلمه "توب غن:مافريك" الذي صفق له الجمهور كثيرا، فلم يملك توم الوسيم سوى ذرف الدموع عرفاناً لهذا المهرجان العريق، خصوصاً بعد تكريمه بسعفة كان الفخرية، وكذلك سيعرض فيلم عن حياة أسطورة الروك الفيس بريسلي للمخرج الاسترالي بازلورمان.. 
بدت المشاركة النسوية ضعيفة، عبر ثلاث مرشحات منهن المخرجتان الأميركية كيلي ريتشارت، والفرنسية فاليريا بروني. 
ومن الأفلام التي تحظى بالاهتمام فيلم المخرج الروسي المعارض كبريل سيرينيكوف "زوجة تشايكوفسكي"، والفيلم الوثائقي الأوكراني "التاريخ الطبيعي للدمار" للمخرج سبرجي لوزيتيستا، بينما سيعرض فيلم المخرج الليتواني ماتتاس كفيدارافيتيش الأخير، وهو فيلم وثائقي عن أوكرانيا أيضا، قتل مخرجه والكاميرا في يده.
وهناك مشاركة لافتة للسينما العربية في نسخة كان 75 من خلال المشاركة بمسابقة "نظرة ما" بفيلم "القفطان الأزرق" للمخرجة المغربية مريم التوزاني، و فيلم "حمى المتوسط" للفلسطينية مها الحاج، وكذلك "الحرقة" للمخرج التونسي لطفي ناثان. 
وتتنافس السينما العربية في مسابقة "نصف شهر المخرجين" بفيلم "أشكال" للمخرج التونسي يوسف الشابي إلى جانب مواطنته، المخرجة أريج السحيري، التي تشارك في المسابقة نفسها بـ "تحت شجرة التين"، وبالإضافة إلى كل هذا، ارتأت اللجنة المنظمة اختيار المخرجة التونسية كوثر بن هنية على رأس لجنة "أسبوع النقاد"، بينما ضمت مسابقة "نصف شهر المخرجين"، فيلم "السد" للمخرج اللبناني علي شاري، الذي يتناول قصصاً حقيقية استقصاها المخرج من احتكاكه المباشر مع عمال على مدى سنوات، تشكلت في خضمها علاقات قوية بين الجانبين. 
وشكل السينمائيون المصريون حضورا مميزا في نسخة كان 75 من خلال ترؤس المخرج يسري نصر الله لجنة الأفلام القصيرة التي تشاركه فيها الكاتبة الكندية من أصل تونسي منية شكري كعضوة في اللجنة، ويقود الناقد المصري لجنة تحكيم "الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين"، كما شارك المخرج احمد فوزي في "أثوليي" الورش بمشروع فيلم عنوانه "هملت من عزبة الصفيح" المقتبس من رواية "هاملت" لشكسبير، ويعرض في هذه الدورة فيلم المخرج السويدي من أصل مصري طارق صلاح "صبي من الجنة"، الذي تدور أحداثه في جامعة الأزهر.